نقرأ كل يوم أخبار حوادث الطرق التي تودي بحياة الناس شباباً ورجالاً ونساءً وأطفالاً، وتخلّف لنا إخوة وفلذات أكباد بعمر الورود، يمضون بقية حياتهم على كراسي المعوقين يعانون أشد المعاناة، يحتاجون إلى الرعاية الخاصة، فتصبح حياة أسرنا كلها منغصّة، يعتصر الألم قلوبنا آباء وأمهات وإخوة وأخوات، ونحن نراهم ضحايا حوادث كان يمكن تفاديها بشيء من الوعي والحذر. تتكاثر حوادث الدعس على الطرق على الرغم من أن الدولة لم تدخر جهداً ومالاً في سبيل أمان كل فرد من مرتادي الطرق من راكبين وسائقين، ومشاة راجلين، وقد مهدت أفضل الطرق عالمياً، ووفرت كل سبل الأمان عليها، بحيث لا يحتاج الإنسان إلا إلى الحيطة والانتباه وعدم السرعة، ولو عدنا إلى أهم أسباب حدوث الحوادث لوجدنا أن السرعة الزائدة هي السبب الرئيس من هذه الأسباب، بالإضافة إلى استخدام الهاتف أثناء القيادة. نسمع أيضاً في الإذاعة والتلفاز، ونقرأ في الصحف عن الحوادث المرورية، فيقال أسفر حادث «الدهس» عن ضحايا كذا وكذا.. ولا أدري سبب الإصرار من وسائل الإعلام على استعمال كلمة «الدهس»على الرغم من أنها لا تفيد المعنى المراد أو المقصود، لأن المقصود من قولنا «دهست المركبة رجلاً عابراً» هو أنها داسته ووطئته، بإطاراتها أو بهيكلها أو بأي جزء من أجزائها، والصحيح أن نقول «دعست المركبة رجلاً»، ويعتقد البعض أن «دَعَسَ» عامية فيقولون (دَهَسَ) بمعنى وطئ أو داس وهو رائج الاستعمال في حوادث السير. - والصحيح أن دهس ليس له أصل في اللغة إنما موجود (دَهِسَ) بكسر الهاء بمعنى صار سهلاً ومنه «دهاسة الخلق، يعني دماثته. والصواب أن يستعمل فعل (دَعَسَ) الذي يؤدي معنى وطئ وداس، ومعنى طعن، وإذا قيل «دعس الفارس خصمه بالرمح» يعني طعنه به، و«دعست السيارة فلاناً» أي داسته. أبو تمام: هَــلْ أثَــرٌ مِــــنْ دِيارِهـــــِمْ دَعْــــسُ حَيْــــــــثُ تَلاَقَى الأجْــرَاعُ والوَعْــسُ لا تسألنها فليــسَ يســمعُ جرسَ الـ ـقـــول إلاّ شـــخصٌ لـــهُ جــــــرسٌ نِعْــــمَ مَتـــاعُ الدّنيـــا حَبَـــاكَ بــــهِ أرْوَعُ لا جَيْـــــــــــدَرٌ ولاجِبْـــــــــسُ أسامة بن منقذ: يلوموننــــي في حـــب ليلــى وإننـــي لأُكْرِمُهـــا عن عُرضَــة ِاللَّوْمِ والعَــذْلِ وقالوا: هواها خابل لــك فاســــــلها ومن لومِهم، لا مِن هَواي لها، خَبلِـى هي الشمسُ، تَبدو في رداءٍ من الدُّجَى على خوط بان في كثيـــب من الرمــلِ تَهادَى تهـــــادِى الظِّلِّ هَــوناً، كأنَّما تخاف عثار الحزن في الدهس السهلِ وتنظُــر مـــن عَيْنَي مَهــاةٍ، كفَاهُمـــا وأغناهما كحـل الملاحــة عن كحــلِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae