لا شك أن الإعلام الجديد «الرقمي» أصبح من أهم أدوات القوة الناعمة والمؤثرة في عصرنا الحالي، وليس لديه خيار آخر من كان لا يؤمن بالتحول الرقمي للإعلام. وحسناً فعلت الصحف والقنوات الأخرى في مواكبة هذا التحول، والدخول إلى هذا الميدان الذي لا يعد حكراً على المؤسسات الإعلامية.
في الأزمات يبرز دور الإعلام في الاتصال مع الجمهور، بل إن التحدي الأكبر للوسائل الإعلامية حينما يكون صوت الجمهور أعلى وأكثر تأثيراً من القنوات والصحف، المسألة لا تقاس فقط بالمشاهدات، ومؤشرات القياس التقليدية وحدها لا تكفي لضمان نجاح الحملات، فلا تنجح حملة خالية من تفاعل الجمهور معها.
من وجهة نظري، أن الحملات التي تبدأ من المجتمع، وتصعد لتصل إلى مستوى الإعلام التقليدي هي الأكثر تأثيراً، وذلك بسبب وجود أمر ما حرك الجمهور بالمبادرة والتفاعل من تلقاء نفسه، ومن ثم تبنت الصحف والقنوات هذه المبادرة بهدف التشجيع لها بشكل أكبر على غرار تلك الحملات التي شهدناها.
ربما البعض يتذكرها حملات «كلنا خليفة»، و«البيت متوحد» التي انطلقت من المجتمع، وأصبح أثرها ملموساً لدى الجميع، وهذا ما نتفقده هذه الأيام، أن يكون هناك شعار موحد للمجتمع يُنطق به في البيت أو العمل كلما أصبح المجتمع في مواجهة تحد جديد.
مواجهة التحديات تتطلب شعارات مرادفة للوضع أو الأزمة، بصناعة قادة رأي من ضمن فئات المجتمع يملكون القدرة على التأثير في الجمهور تحت المظلة الإعلامية العليا من أجل تحقيق الأهداف الموضوعة لمعالجة أي أزمة.
الجهود الإعلامية المبذولة خلال جائحة كورونا كبيرة، وإبداعات الجمهور في تصميم المحتويات رائعة، ولكن هناك حاجة لوضع جميع الجهود ضمن إطار حملة واحدة وبشعار موحد يناسب جميع فئات المجتمع لضمان الاستمرارية، ولتحقيق الأهداف وتكون نموذجاً يحتذى به للدول الأخرى.
أنجح الحملات الإعلامية في عصرنا الحالي هي التي تنطلق من المجتمع كونه يمثل الجزء الأكبر في الميدان الرقمي والمعيار الأساسي للنجاح، وتكون حملة تعبر عن الوطن.