حظي التدخل السريع والحازم لشرطة دبي بتقديرٍ عالٍ من مختلف شرائح المجتمع الذين عبروا عن تفاعلهم وامتنانهم الكبير لسرعة إلقائها القبض على مقيم شهير يعمل عارض أزياء أساء لمجتمع دولة الإمارات ليس فقط بانتحال انتمائه إليها وإنما قيامه كذلك بفعل مُجرم قانوناً بنشر مقطع مصور على الهواء مباشرة عبر حسابه «الإنستجرامي» وهو يدخن الحشيش في استفزاز صارخ للمجتمع وقيمه، وتشجيع وترويج للمخدرات، خاصة أن متابعيه كثيرون وغالبيتهم من المراهقين.
كل التحية لشرطة دبي وهي تكشف أمثال هذا الأرعن للجميع والذي يراه آلاف المتابعين له قدوة ونموذجاً للنجاح، بينما والكثير أمثاله من «مشاهير السوشال ميديا» أو «الفاشينيستا» الذين ظهروا في مجتمعاتنا كالفطر، ليسوا سوى أدوات للترويج للمخدرات وواجهات لغسيل الأموال، والشواهد على ذلك كثيرة. ونتذكر جميعاً مراهقاً عربياً كان قد اتخذ من دبي مركزاً لعملياته المشبوهة وحوّل شقته مزرعة للمخدرات ومن ثم بيع وترويج السموم ناهيك عن شبكة «المشاهير» المتورطة في قضايا أمنية وعمليات غسيل أموال على نطاق واسع في دولة خليجية شقيقة.
أمثال هؤلاء والجهات التي تحركهم لا يستهدفون شبابنا فحسب، وأنما القيم الأخلاقية العظيمة التي قامت عليها مجتمعاتنا المحافظة في هذه المنطقة، ويروجون مع المخدرات لكل مظاهر الانحلال الخلقي والتفسخ، ويقدمون أنفسهم كنماذج وقدوات لمراهقين أغرار، بل وتبلغ بهم الوقاحة الاستقواء بمنظمات لا تقل عنهم خسة ودناءة للدفاع عما يعتبرونها «حريات شخصية».
قيمنا التي تربينا عليها والمستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة خط أحمر غير قابل للمساس أو المساومة. كنا نتمنى على شرطة دبي عدم إبعاد «عارض المخدرات» إلا بعد إنزال العقوبة بحقه، وعرض صورته وكشف جنسيته الحقيقية حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه المريضة الإساءة للإمارات وأهلها وقيمها، فإذا كانت جهات الرقابة على المطاعم والمنشآت الغذائية لا تتردد في الكشف عن المطاعم والمحال التي تم إغلاقها لمخالفتها أنظمة السلامة الغذائية، فالأحرى كشف هؤلاء الذين يستهدفون شبابنا وتخريب عقولهم بالأعمال المنحلة والأفكار الشاذة الخربة.
ننضم لدعوة الشرطة أولياء الأمور لتوجيه وتبصير أبنائهم وبناتهم بما وبمن يتابعون على وسائل التواصل الاجتماعي، وقطع الطريق على «مشاهير الإفلاس والانحلال» الذين يروج لهم البعض ويركز الأضواء عليهم ويقدمهم على أنهم قدوة للشباب. علينا استحضار عظم المسؤولية والأمانة الموضوعة أمامنا في تحصين شبابنا ومجتمعنا. وحفظ الله الإمارات.