بعد أيام يسدل الستار عن أولمبياد طوكيو 2020 وسيعود كل المشاركين، فرقاً متوجة وأبطالاً موشحين بالذهب والفضة والبرونز، إلى أوطانهم تستقبلهم الآلاف في المطارات، منهم من يخرج خلسة بعيداً عن الكاميرات، حرصاً على مشاعر الملايين الذين توسموا فيهم خيراً للعودة بغلة من الذهب أو الفضة أو أقلها من البرونز، فلم تكن منافساتها سهلة كما ننظر إليها نحن الحالمين ببريق لمعانها، فالأولمبياد ليس نزهة كما نتصورها من خلال شد الأحزمة في الأمتار الأخيرة من انطلاقتها، فقد اعتدنا على ذلك منذ المشاركة الأولى بخطط وبرامج وهمية مصوغة بأجمل العبارات ومدفونة وسط الملفات المحفوظة في أدراجنا منذ عقود نكاد لا نراها، وإنما نستذكر ألوانها حينما تتكرر إخفاقاتنا عقب كل دورة نعود منها بخفي حنين وبنتائج تكون حلمنا يوم الإعلان عن المشاركة وبالخزي بعدها، وكأننا ندور في حلقة مفرغة بين قرار المشاركة ونتائجنا بعدها.
نحن لسنا أقل من غيرنا الذين حققوا الحد الأدنى من طموحهم، ولسنا أقل كفاءة ومقدرة منهم، ولدينا من الإمكانات ما يضعنا في موقع أفضل مما نحن عليه وما آلت إليها مشاركتنا في الدورة الثانية والثلاثين من الأولمبياد والعاشرة في مسيرتنا الأولمبية.. فطموحنا يعانق السماء كما في الميادين الأخرى، إلا أن الشأن الرياضي لم يرتق لمستوى طموحنا في المجالات الأخرى، ومن يقارن نجاحاتنا في الميادين الأخرى يبدِ استغراباً ودهشة من وضع نتائج منتخباتنا وأبطالنا في الدورات الأولمبية.
لم نسمع طوال السنوات الأربعة الماضية ومنذ الانتهاء من المشاركة التاسعة بأن لدينا خططاً وبرامج للمشاركة العاشرة وكأننا كنا في سبات عميق أفقنا منه قبل تحديد الموعد النهائي من أولمبياد 2020 الذي تأخر لعام، ولا أدري لماذا لم نفق من غفوتنا مع الموعد الرسمي له قبل تعديله وأعددنا أبطالنا منذ التأجيل لربما كانت نتائجنا أفضل مما خرجنا به.. فهل لامست أحلامنا الواقع ونحن في الغفوة، أم أننا نعيش الحلم بروح الحاضر والمشارك، وكأننا نلجأ إلى مفسري الأحلام ليفرشوا لنا طريق الأولمبياد كما نريدها ونتمناها دون جهد أو عناء ودون خطط وبرامج من القائمين على اتحاداتنا ومنتخباتنا وأبطالنا، ونعلم جميعاً أن السنين تمضي سريعاً والدورة القادمة تبدأ مع إنزال العلم الأولمبي وتسليمه لمستضيف الدورة القادمة، ولا عزاء لنا بعد ذلك.