في خورفكان، تبدو استراحة السحب، سيمفونية الزمان والمكان، تعزف لحن المشاعر الزاهية على أرض حباها الله بقيادات تزهر بالعطاء، وتزدهر بالسخاء، وتجعل المكان في الزمان خلاخيل فرح، وأساور لها بريق العراقة، وشموع الأناقة، وومضة الأحلام الزاهية على هضاب لها رونق الجمال والكمال عندما تلمسها الأيادي الحانية، وتلهمها لمعة البهاء، وتمنحها شمعة الصفاء، وتذهب بها في الورى حفلاً مبهراً، من الحياة زهرة برية ترفرف بوريقات الرقة، وتدوزن أوتار وريقاتها، كأنها في العالمين مليكة لها سندس الفخر وإستبرق العز، وهي بين أحضان قلوب استمدت الرخاء العاطفي من طبيعة الصحراء، ومن لون الموجة وهي تعانق خد السواحل، بكل نداوة، وتناغم، وانسجام.
استراحة السحب في خورفكان، واحدة من عجائب القدرة البشرية على تحويل اليباب إلى جنان خضراء، وتمكين الطبيعة كي تزهو، وتسخو، وترخي ظلال المحبة على رؤوس من يسكنها ومن يطأ ترابها، ومن يغني لأجلها. استراحة السحب بعد أن امتدت لها يد السخي المعطاء صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومنحتها شرشف التباهي بعلو تزخرفه الجبال الشم، بفسيفساء شاهقة، سامقة، باسقة وتضع على هامته أكاليل العراقة، وتاج الصولجان، وهي كذلك خورفكان بكل ما تختزنه من ملكات إبداعية فطرية، وإمكانيات خلاقة، وقدرات فائقة، هذه السحابة، هذه الرحابة، هذه المقلة الجذابة، هذه الحدقة الواسعة، الشاسعة، بمهاراتها العفوية، وجدت نفسها في حضرة قيادة تتلمس الشفافية من بين ثنيات الأشياء، فتعبقها بروح رخية لا تقبل غير التناغم مع الوجود، ليصبح الوجود خيمة عملاقة أوتادها سواعد من يبنون، ومن يشيدون ومن يعمرون المكان بأنفاسهم الطاهرة، ويلبسون الحياة، فساتين السعادة، إيماناً منهم بأن الحياة هي شجرة كبيرة نحن الذين نضع الثمرات على أغصانها، وأن الحياة رواية نحن الذين نصفد فصولها، بأبجدية وجدان لا يكف عن ترتيل آيات الحب، ومشاعر ملؤها زهيرات الوفاء، للمكان والإنسان.
هذه هي سمات القيادة في بلادنا، وهذه هي صفات النبلاء وهم يكتبون الحكاية في صفحات التاريخ.