منذ مرحلة ما بعد المهندس مهدي علي، و«الأبيض» يبحث عن ذاته، بعد أن خسر كثيراً من هيبته، جراء النتائج السلبية التي فرضت على جماهيره شعوراً بالإحباط، رغم أنه كان «قاب قوسين أو أدنى» من التأهل إلى نهائيات «مونديال 2022»، لولا الخسارة في «الملحق الآسيوي» أمام أستراليا بهدفين لهدف، في أحد ملاعب كأس العالم بالدوحة.
ورغم التأهل إلى «الملحق الآسيوي»، نتيجة فوزه بالمركز الثالث في مجموعته، إلا أن الأداء تحت قيادة المدربين الأربعة الذين تولوا تدريب المنتخب خلال التصفيات، افتقد إلى «الإقناع والإمتاع»، ولولا وقوع المنتخب في مجموعة تضم أربعة منتخبات عربية، لكان من الصعب عليه أن يتأهل إلى «الملحق».
وبالطبع لم يكن بمقدور أحد أن ينتقد الأرجنتيني رودولفو أروابارينا أحدث مدرب للمنتخب، لعدم التأهل إلى «المونديال»، نظراً لضيق الوقت، ولأنه تولى المهمة في ظروف غاية في الصعوبة، فخسر أمام العراق، ثم فاز على كوريا الجنوبية، قبل أن يودع التصفيات، بالخسارة أمام أستراليا في «الملحق».
وإذا كنا قد التمسنا العذر لمدرب المنتخب في التصفيات، فإن الموقف الحالي مغاير تماماً، لأن المنتخب أمامه متسع من الوقت للاستعداد لخوض غمار «التحديات الثلاثة»، وهي «خليجي 25»، وبطولة غرب آسيا، و«النسخة 18» لكأس أمم آسيا.
ولعل التجربة الأولى في مرحلة الإعداد الحالية بالنمسا، والتي خاضها «الأبيض» أمام باراجواي تمنحنا نوعاً من التفاؤل، ولا تقلل الخسارة بهدف، في آخر 5 دقائق، من المردود الطيب الذي قدمه اللاعبون، وكانوا في فترات عديدة أكثر من ند لمنتخب باراجواي «المدجج» بعدد كبير من النجوم الذين يلعبون في الملاعب الأوروبية.
ولولا عدم التوفيق، لسجل نجوم «الأبيض» أكثر من هدف، في الوقت الذي تألق فيه خالد عيسى، وذاد عن مرماه ببسالة واضحة، والمهم أن الفريق بدا منسجماً مع تقارب الخطوط، في «توليفة» أراد من خلالها رودولفو أن يجدد شباب المنتخب، بإتاحة الفرصة لعددٍ كبير من الوجوه الجديدة التي تبشر بقدرتها على المساهمة في تحقيق طموحات المنتخب في الفترة المقبلة، لأن «الأبيض» كان في أمسّ الحاجة للنزول بمتوسط أعمار اللاعبين، حتى أنه بات لا يضم سوى أربعة لاعبين تزيد أعمارهم على الثلاثين عاماً.
ولا خلاف على أن مباراة فنزويلا غداً تكتسب أهميتها، كونها محطة جديدة من محطات تعزيز الثقة، وإثبات أن المنتخب حريص على استثمار مكاسب تجربة باراجواي، ولنجعلها خطوة جديدة على الطريق الصحيح.