الإعلام.. منارة الإمارات لريادة المستقبل
تزهو الإمارات بإرثها التاريخي عربياً وإقليمياً في مجال الإعلام والصحافة، كما تفخر بريادتها الإقليمية والدولية في مجال الصحافة والإعلام كمركز إعلامي إقليمي ودولي يقدم خدماته ويطورها باستمرار، حيث شهد القرن الماضي انطلاقة الإمارات في مجال الصحافة والإعلام، فكانت من الدول الأولى السباقة في إصدار الصحف المحلية، وتعزيز الوعي المجتمعي الإماراتي والعربي.
أدركت الإمارات أهمية الإعلام والصحافة في بناء الدولة وتطورها، وحرصت على أن يكون رافداً أساسياً في نهضة الإمارات، فمنذ نشأة دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971 وتأسيس الدولة الحديثة، أكدت الإمارات إيمانها بحرية الصحافة والإعلام من خلال حرصها على حماية، وتعزيز حرية الرأي والتعبير بدستورها وقوانينها وتشريعاتها الوطنية، وبما أسس لها منظومة تشريعية حاكمة ومتكاملة.
وخلال ما يزيد على خمسة عقود من تاريخها، عملت الدولة على بناء وتنظيم منظومة متكاملة معنية بعمل وصناعة وممارسة الإعلام والصحافة، وبما يحقق لها البنية الأساسية هائلة لقيادة الإعلام وجعله منبراً عالمياً لريادة الإمارات على مختلف الصعد، وبما جعل منها دولة تزخر بالعديد من المؤسسات الإعلامية والصحفية المتكاملة والمتقدمة، والتي من أهمها المكتب الوطني للإعلام الذي يتولى مسؤولية تطوير وتنظيم منظومة الإعلام بالدولة، وتعزيز موقع الدولة الإعلامي على المستويين الإقليمي والدولي، وتطوير آليات التنسيق والتعاون بين مختلف المؤسسات الإعلامية، إضافة إلى إعداد القيادات والكوادر الإعلامية الوطنية الفاعلة والمؤثرة محلياً وعالمياً، إضافة إلى مكتب تنظيم الإعلام المعني بتنظيم وتطوير الأنشطة الإعلامية بالدولة، بالإضافة إلى «شبكة أبوظبي للإعلام»، ومؤسسة دبي للإعلام، ومؤسسة الشارقة للإعلام، إضافة إلى المدن الإعلامية التي تستقطب مختلف وسائل الإعلام العالمية. ولعل إحدى أبرز المحطات الرئيسة في الريادة الإعلامية والصحفية للدولة إطلاقها في يناير 2020 الاستراتيجية الإعلامية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي اعتمدها مجلس الوزراء، والتي تضم أهم التوجهات والمبادرات لتعزيز مكانة وسمعة الإمارات على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ولعل إحدى أبرز مراحل تطور الإعلام والصحافة الإماراتية وريادتها، ما مثلته صحيفة «الاتحاد» منذ انطلاقها في 20 من أكتوبر 1969 وصدور العدد الأول لها، حيث جاء اختيار اسم «الاتحاد» ليعبر عن الحلم الذي قاده، وحرص على تحقيقه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. لذا لا يمكن الفصل بين «الاتحاد» الصحيفة، ومشروع دولة الاتحاد، ولما يحمله الاسم من الرمزية والمعاني الكبيرة التي يمثلها الاتحاد للإمارات. الصحيفة راكمت طوال مسيرتها المهنية أدواراً راسخة في تعزيز قيام ومكانة الاتحاد منذ إعلان قيام دولة الإمارات في عام 1971، وانتقلت صحيفة «الاتحاد» للصدور بشكل يومي اعتباراً من 22 أبريل 1972 بعد أن كانت تصدر بشكل أسبوعي منذ انطلاقها، ومذّاك عدت صحيفة «الاتحاد» أبرز الصحف المحلية والإقليمية، وكانت الصحيفة الأولى محلياً التي دخلت عالم «الإنترنت»، حيث دشنت الصحيفة موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت في مارس 1996، كما واكبت الصحيفة كل ما يستجد في مجال الإعلام الرقمي، ودشنت منصاتها مبكراً على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. وبروح الابتكار والمهنية الصحفية، تستمر «الاتحاد» في ريادتها للإعلام المحلي والعربي بنشر الثقافة والإعلام والأخبار، مخاطبة مختلف شرائح المجتمع على المستوى المحلي والعربي والإقليمي.
* كاتبة إماراتية