في مثل هذه الأيام المصاحبة لعيد الاتحاد من كل عام، تفيض منا نحن أبناء الإمارات، ومعنا كل المقيمين ومَن لهم سيرة حياتية في دولة الإمارات، مشاعر الاعتزاز والانتماء والفخر والامتنان بالمنجزات والأمن والحياة الكريمة، والتي تأخذ صوراً عدة من الاحتفالات الوطنية، مثل الاجتماعات واللقاءات والأغاني والبرامج التلفزيونية والإذاعية، وصولاً إلى ما تسيل به أقلام الكُتّاب من مقالات وتقارير حول الوطن، وكتاباتنا هنا تبدأ بأضخم عرض عسكري لمنتسبي القوات المسلحة يقام في العيد الوطني الثالث والخمسين.
ويمثل عرض الاصطفاف العسكري الوطني حدثاً تاريخياً، كونه يأتي احتفالاً بمرور عشر سنوات على صدور قانون الخدمة الوطنية في الإمارات، والذي رسخ لدى شباب الوطن وعموم الشعب قيم الولاء والانتماء والتضحية والتفاني في سبيل الحفاظ على مكتسبات ومنجزات دولة الإمارات وما حققته من تطور ورفعة.
ويقام هذا الاصطفاف الأكبر من نوعه في تاريخ الدولة في منطقة السميح يوم الثاني من ديسمبر عام 2024، وهي منطقة تملك حضوراً خاصاً في الذاكرة الإماراتية. فقبيل قيام الاتحاد، شهدت منطقة السميح اجتماعاً تاريخياً بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، حيث وضعا أسس الاتحاد ومهَّدَا له بتوجيه الدعوة إلى بقية إمارات الخليج من أجل قيام اتحاد واسع.
وعلى نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، تعتبر دولة الإمارات مركزاً للتنمية والتطور المستدامين، ولدعم القضايا العربية السياسية والتنموية والأمنية، ورائداً ونموذجاً للفعالية وللعلاقات الدولية الموازنة.
وفي آفاق المستقبل المشرق، تقود الإمارات مساراً جيوبوليتيكيا دولياً نحو التحول نحو الطاقة النظيفة والمستدامة؛ لذا ليس غريباً أن يتم اختيار يوم الاتحاد الوطني الإماراتي من قبل «اليونيسكو» يوماً عالمياً للمستقبل. وإضافةً إلى كل ذلك، تمتلك الإمارات نموذجاً ناجحاً في دعم تماسك وحقوق المجتمع بمختلف فئاتهِ، إلى جانب إتقانها الديمقراطيةَ المباشرةَ من خلال المبادرات والسياسات العامة المستجيبة لتطلعات أبناء الإمارات، من خدمات وتشريعات، مع التقييم الدائم لمدى الرضا حول أداء الأجهزة الخدمية وغيرها، إلى جانب ما تتصف به هذه الأجهزة من مرونة عالية. وتنفرد الإمارات إقليمياً وعالمياً بكونها الأكثر والأسرع دعماً نحو الإنسان أينما كان وكيفما وجد في مواجهة الكوارث الطبيعية والأوضاع الاجتماعية الصعبة، مثل الفقر وفقدان الأمن جراء الحروب والنزاعات.
وتمثل «الإمارات» منارةً عالمية للتفاهم المتبادَل والعيش المشترك والتفاعل المتناغم والسلام الدائم بين مختلف الأمم، وهو ما تؤكده مبادراتها حول الأخوّة الإنسانية والتسامح، وتعزيز الاعتماد المتبادل. وتستمر القيادة الإماراتية مع شعبها صفاً صفاً في مسيرة التطور والتقدم والقوة والأمن والرفعة والتماسك الاجتماعي، وفي التواصل والتعاون مع مختلف الأمم والشعوب.
*كاتب ومحلل سياسي


