أفراد من سكان جزيرة «الملك ويليام» يلتفون حول جذوة نار أملاً في الحصول على تدفئة تعزز صمودهم في أجواء القطب الشمالي الجليدية. الجزيرة الواقعة بمنطقة «نونافوت» تعد جزءاً من أرخبيل القطب الشمالي الكندي، وتبلغ مساحتها 13 ألف كيلومتر مربع.
وحسب تقرير «نيويورك تايمز» انحسر الجليد على الممر الشمالي الغربي الذي يفصل «جوا هيفن» على الساحل الجنوبي الشرقي لجزيرة الملك ويليام عن البر الرئيس، مما أدى لثلاثة إلى أربعة أشهر خالية من الجليد في السنة، أي ضعف المدة التي كانت تشهد ذوباناً لطبقات الجليد، منذ بضعة عقود.
جوا هيفن تحمل اسم مستكشف نرويجي قام برحلة استكشافية جاب خلالها «الممر الشمالي» الكندي، ووصف المنطقة بأنها «أفضل ميناء صغير في العالم». ذوبان الجليد في «جوا هيفن»، أثار منذ عام 2000 فضول بعض السفن السياحية التي غامرت للمرة الأولى بالإبحار في هذه البقعة الجديدة على الملاحة البحرية، لكن عدد الركاب كان محدوداً، ولا شك أن تغيير طبيعة أجزاء من القطب الشمالي فتحت الباب أمام ممر بحري قصير يربط أوروبا بآسيا.
اليوم، ومع ذوبان الجليد البحري بسرعة، فإن الممر الشمالي الغربي مفتوح لفترة كافية للترحيب بآلاف السياح سنوياً على متن السفن السياحية الكبيرة. من المتوقع أن ترسو تسع منها هذا العام في «جوا هيفن»، وهي قرية صغيرة تعيش فيها قبائل الإسكيمو، ويرتبط تاريخها بماضي الممر ويمكن أن تساعد في تأمين مستقبلها.
اللافت أن ظهور هذا الممر يمكن الملاحة فيه عدة أشهر في السنة أحد أكبر نتائج احترار القطب الشمالي، والتي ستؤثر على مسارات النقل البحري وستغير من التقييم الاستراتيجي للمناطق المحيطة بالممر الجديد، ما يثير تنافساً دولياً على استثمارها في المجالات كافة. ويشير تقرير نيويورك تايمز إلى أن الاحتباس الحراري يبدو أنه يجعل القطب الشمالي وموارده الطبيعية الهائلة أكثر سهولة، فإنه يغذي تنافس القوى العظمى الذي لم يسبق له مثيل منذ الحرب الباردة.
(الصورة من خدمة نيويورك تايمز)


