في يناير الماضي وضمن زيارته لاسطنبول بصفته رئيساً للبنك الدولي، قام بول وولفويتز بجولة في المسجد الأزرق، حاول في ختامها إرسال إشارة للعالم عن نزاهته ، وهو على رأس إحدى أكبر المؤسسات المالية المانحة، عندما صورت وكالة الأنباء العالمية جواربه المثقوبة أو '' المخرمة'' عندما خلع حذاءه لدخول الجامع الشهير· الرجل الذي كان نائبا لوزير الدفاع الأميركي ، ومن رموز اليمين المحافظ ومنظري''الحرب الوقائية'' يواجه عاصفة تهدد بقاءه في منصبه بعد أن فاحت فضيحة ترقيته لصديقته ورفع راتبها، والسكوت عن استمرار صرف راتبها بعد أن غادرت البنك وانضمت لوزارة الخارجية الأميركية· سيد البيت الأبيض جورج دبليو بوش هب للدفاع عن صديق الأمس الذي اضطر للاعتذار بعد أن تخلى عنه مجلس إدارة البنك، ويبدو أن المطلوب رأس الرجل الذي وقع في فخ حملته على الفساد· وبينما كنت أتابع فضيحة ''شاها وولفويتز'' لا أدري لم تذكرت فجأة زميلي جابر عبيد وفريق عمله في ''استديو''1 من إذاعة أبوظبي، وقضية شركة الفوعة التي كانت مادة كل حلقة من حلقات البرنامج الجماهيري الشهير، والذي تبنى هذه القضية ، حيث تناول ما وردته من معلومات عن ''زيادة صاروخية في راتب وامتيازات سكرتيرة عربية في الشركة الوطنية من دون أي مسوغ قانوني''، وبعد الحملة الإعلامية جمع أبوعلي وفريق عمله تواقيع1600مواطن ممن يودون معرفة حقيقة ما جرى، وقام بتقديم العريضة إلى جهاز أبوظبي للرقابة المالية، ومازال ومعه الجمهور ''في الانتظار على المدار'' للوقوف على الحقيقة!· طبعا الحالتان مختلفتان تماما من حيث المكان، ولكنهما تشتركان في وجود الطرف الإعلامي، حيث كانت الشرارة الأولى التي تتهدد اليوم وولفويتز تقرير صحفي في مجتمع تمارس الصحافة فيه دورها كسلطة رابعة فعلا· و عزاؤنا أن ''خبر'' وولفويتز جاء على يد ''عربية برشا برشا''!!·