لا أعلم هل كانت مباراة منتخبنا الوطني الودية أمام سوريا في مدينة العين أم أنها كانت هناك في دمشق على ستاد العباسيين، سؤال دار بخلدي وأنا أرى بعيني الجماهير القليلة التي تواجدت في المباراة، ورغم قلتها كانت هذه الظاهرة وهي أن الجماهير السورية تمثل الأكثرية الحاضرة، وهذا الأمر لا يوجد له تفسير ولا يمكن قبول أي تبرير إلا إذا كنا نحن كشعب الإمارات فقدنا الشغف السابق بكرة القدم وأصبحت لا تمثل لنا أكثر من فقرة عادية نشاهدها ضمن زحمة البرامج على إحدى القنوات التلفزيونية. العلاقة بين الأبيض والجماهير أصبحت غير مفهومة يصفها محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة بالخصومة، ولكن لماذا يكون الخصام؟ والمنتخب يسير بشكل جيد وأصبحنا نمتلك فريقاً يعج بالمواهب التي تبشر بالخير، وتدفعنا جميعاً للتفاؤل بمستقبل أفضل للمنتخب الأول. أحياناً أصل إلى قناعة أننا نحن الإماراتيين لم تعد تربطنا بكرة القدم تلك العلاقة الوثيقة التي كانت موجودة في زمان مضى، عندما كانت الكرة هي ضمن أجندتنا اليومية ومن أساسيات الحياة بل كانت هي الحياة، واليوم افتقدت ذلك المعنى رغم كل ما يتم تقديمه لنا، وهو ما يجعل الناس تقطع آلاف الأميال لحضور مباراة تقام في ملاعبنا، بينما نحن المحظوظين تقام المباريات على مقربة منا ومع ذلك نصر على مشاهدتها في بيوتنا. نعم لنعترف أننا فقدنا الشغف واختلفت حساباتنا وتبعثرت أولوياتنا، ولا يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني وحسب وكلنا رأينا فريق ميلان الإيطالي بكل نجومه يلعب مباراة أمام الأهلي ويكون معظم الحاضرين من الجنسيات الأخرى وتكون الجماهير الإماراتية هي الأقلية الحاضرة وهذا يعني أن كرة القدم بدأت تتراجع شعبياً ولم يعد لها نفس البريق. وبينما يضع الأبيض اللمسات الأخيرة قبل مغادرته إلى الدوحة للمشاركة في نهائيات أمم آسيا، تنشغل فئة كبيرة من جماهيره بالتواجد في المنتديات والمشاركة في البرامج الإذاعية وبالكثير من الأسئلة ولماذا استدعى المدرب اللاعب فلان؟، ولماذا لعبنا مع سوريا ولم نلعب مع ميلان؟ ولماذا أقيمت المباراة في العين ولم تقم في ذلك المكان؟. وفي النهاية يخوض منتخبنا مباراة ودية أمام سوريا ولا تحضرها سوى جماهير قليلة، يتواجد أضعاف أضعافها في حصة تدريبية لبعض المنتخبات المشاركة. في الختام: الجماهير ليست بحاجة للدعوة أو التذكير وهي تعلم طبيعة دورها وأهمية حضورها وإذا استمر الغياب دون إبداء الأسباب فلابد من الحل الأخير، لابد من التشفير. ralzaabi@hotmail.com