مؤتمر الأزهر، لمكافحة الإرهاب والتطرف، يضع هذا الصرح الإسلامي الكبير، في قلب المشهد وفي مواجهة أعداء الإسلام، وأشد الفرق الظلامية تعنتاً وتزمتاً، يضعنا جميعاً في الصف الأول، لمؤازرة تطلعات مفكري الإسلام، والمسيحيين على حد سواء، لصناعة مشاعر إنسانية، مضادة لتلك التي يتبناها المتطرفون وينطلقون منها، لهدم البيت الإنساني، وتكسير أعمدته، وتحويل الإسلام إلى كائن بناب ومخلب، متوحش متفش في الضلوع.. الإسلام الذي أرسله رب السماوات والأرض، وبعث نبيه الأمين، هو إسلام العدالة والتسامح، والحب، والتداخل مع الآخر، بنفس رضية متعافية من أدران الحقد، ومفخخات الكراهية.. الأزهر بهذا المؤتمر الذي عقد في قاهرة المعز، يفتح نافذة المرجعية الأولى، والتي تسد الطريق أمام المتقولين والمؤولين، والمأجورين والذين أرادوا من تصرفاتهم التنفيس عن غايات في نفوسهم، هؤلاء الذين أساءوا ودسوا السم في التعاليم الإسلامية، وشوهوا وبعثروا وشتتوا الكيان الواحد إلى كيانات وطرائق قددا. هذا المؤتمر الذي جمع المسلم والمسيحي على منبر واحد، هو منبر التصريح الأخير، لما يريده الإسلام من كل مسلم ومسيحي أن يكونوا متعاضدين متوحدين في سبيل نبذ الفرقة في الوطن الواحد، ومطاردة الأفكار البذيئة ومحاربتها بالبينة واليقين الإلهي الذي أمرنا جميعاً أن نؤمن برسالاته ورسله جميعاً، كشرط للإيمان الحقيقي «أما ما يريده الضلاليون» فهو فتح نار جهنم أمام المجتمعات، وإطلاق وحوش الغابة لكي يفتكوا وينتهكوا، ويسفكوا دماء الأبرياء تحت ذرائع واهية وحجج باهتة لا أساس لها من البرهان الرباني.. مؤتمر الأزهر، يُنتظر منه دور ريادي في تشكيل وصياغة مشاعر الناس، وإبعاد الوهم والهم عن صدورهم، وضرب أوكار الغش بالفكرة القاطعة والدليل الساطع، وإعادة التوازن للذهنية البشرية بعد أن أصابها الخلل جراء ما حصل من عبث من تبنوا العبثية، كمنهج وسلوك.