الثاني من ديسمبر.. الكائن الشبيب والقشيب والحبيب والرحيب والخضيب والخصيب والرطيب والربيب والأريب والهذيب والشذيب والشخيب والسكيب والصبيب.. هو جبل الروح المتدفق في الأعطاف روحاً وصروحاً، المتألق دفقاً وحدقاً وعمقاً وشوقاً، يحملنا إلى العالم طيوراً وبذوراً ورسائل معنوية بالإيثار والإكبار وبريق الإنجازات العظيمة، وما أجزلته الأيادي البيضاء من رسوخ وشموخ.
الثاني من ديسمبر.. إلياذة وتعويذة وقصيدة ما جادت بمثلها فطرة بشر على مر الدهور، ليصير الإنجاز إعجازاً وآية من آيات العطاء بل كلل ولا ملل، وقدرة لصلة أسست لمعلول، مناهل وسواحل وتواصل وموائل ومفاصل وفواصل.
الثاني من ديسمبر.. السورة والصورة والأسطورة، وقفزة الحجيج لجبل المعالي، وسفر الرجال النجباء نحو ربوة التطلع، وصبوة الارتقاء إلى بريق الشهب، واستدارت الكواكب حول نجم الوطن الواحد والمصير الأوحد والمستقبل الوحيد والبوح الفريد والتاريخ المجيد والإرث التليد والمنطق الأكيد والرأي السديد والبأس الشديد والعزم العتيد والفكر النجيد والعقل العنيد.
الثاني من ديسمبر.. مرحلة ما بعد الفراغ مملوءة بالوعي والسعي والرعي، ولطف المهارات بقطف الأثمار والأزهار والأدوار، وتأثيث المرحلة بألف ألف سنبلة وقُبلة مجلجلة ونهلة مزلزلة.
الثاني من ديسمبر.. الحصاد، والسداد، والعتاد، والعماد، والجواد، والمداد، والشِداد، والمهاد، والزناد.. يطوقنا بمجد، ورغد، وسعد، وزهد، ومد، وقدٍ، وحد، وسد، وجد، ورعد، وكد، وصد، وجد، ووجد، ونهد، وسرد، وقصد، وحمد، وشهد، وغمد.
الثاني من ديسمبر.. القدر الذي مد الأرض بتيجان وصولجان، ووشح الأعناق بسموق وبسوق وعذوق وعناقيد فرح، وتوج الإنسان بالسمو والشأن الرفيع، وسور الأحداق بالحصن المنيع، ورفع الميزان وأثقل الأوزان ولون الأشجان، وصار الشراع جناحاً والشرف الرفيع سياجاً وسراجاً.
الثاني من ديسمبر تاريخ لميلاد وأمجاد وأسياد وأحفاد وأنداد، وصار التاريخ الكلمة الأزلية الدلالة والسلالة والجزالة والفضالة والإرث والحث والنث والقرطاس والقلم، صار المدى المتدفق وهجاً ومهجاً، صار النجمة والقيمة، صار الغيمة والغصن المدلل بهفهفة ورفرفة، صار الحلم الناهض، الرابض، القابض على جمرة الوعي بقدسية اتحاد أجمع فأسمع فأبصر وأخبر وعلم من لا يعلم، كيف يكون الهوى وطناً يصفد بالعشق قلوباً ودروباً ويحصد من عرق المحبين ماء ودماء، هي المعين وهي الطين للبناء والانتماء وينشد للعالم قصيدة عصماء، شماء، هيفاء، نجلاء، أبياتها من نجوم السماء والقوافي، هتاف الناس هيا إلى الوطن، هيا بنا نحمي الحمى، من كل شر وغدر، ومن كل حقد ونكد.
الثاني من ديسمبر.. كان النداء الإلهي وشفقة الفجر عن شمس تنجب وعياً ووحياً، وتبشر الكون بميلاد رجل ما أنجبت حواء مثيلاً لصفاته.


marafea@emi.ae