قبل أن نستوعب صدمة اكتشاف تنظيم سري خطط الموقوفون فيه للمس بأمن واستقرار البلاد، تلقينا صدمة أخرى بالقبض على خلية تضم مواطنين وسعوديين كانت تخطط لأعمال إرهابية على أرض إمارات الخير والمحبة وبلاد الحرمين الشريفين وبلدان خليجية شقيقة أخرى. مكمن الصدمة أن يكونوا هؤلاء من وطن شهد القاصي والداني بكرمه مع الجميع، وهو يتسع للجميع، ويحتضن الجميع في كنف قيادة يزهو الوطن بإنجازاتها، وما حققت له من مكتسبات غذت أنموذجا في البناء والعطاء والتلاحم الوطني بين القيادة والمواطنين. ومن مكامن الصدمة أن مجتمع الإمارات لا يعرف التنظيمات السرية والخروج على ولي الأمر. فهو نموذج للتسامح وحسن التعايش، وعلى امتداد تطوره التاريخي قائم على علاقة فريدة بين الحاكم ومختلف شرائح المجتمع الذين كان لهم حضورهم اليومي في مجالس الحكام. وتطور النموذج مع تطور الدولة، وهو مرشح لصيغ تحقق مشاركة أوسع في رحاب مرحلة التمكين التي اطلقها قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورؤى سموه بتفعيل أكبر وأوسع لدور المجلس الوطني الاتحادي. وقد أثمرت تلك الرؤى المبكرة والنهج الناضج المتروي ما تنعم به البلاد اليوم من أمن واستقرار ورخاء وازدهار، مشهود وموثق في مؤشرات التنمية البشرية العالمية.
اليوم عندما تكشر تلك الفئات الضالة المضللة عن نفسها بعد أن كانت تتمسح بمسوح الإسلام وتتخفى وراء شعارات دينية مسالمة، وتسقط عنها الأقنعة وتتوحش باللجوء للإرهاب المسلح، فذلك دليل يأس، ودليل استهداف واضح وجلي للنموذج التنموي الراسخ والبناء الوطني الذي قامت عليه الإمارات والقيادة المتفردة لها، والتي تقود سفينة الإمارات نحو النجاح والصدارة والتميز. ويبدو أن التلاحم الوطني الفريد والتفاف أبناء الأمارات حول قيادتهم قد جعل هذه الأفاعي تخرج من جحورها وتفقد بوصلة اتجاهاتها فشرعت في استهداف النهج والنموذج، بعدما انكشف أمام العالم خرائب دعواتها ونظرياتها في مجتمعات وجدوا فيها من يصدق أكاذيب “إخوان الشياطين”، وفتاوي “ابوات” الجحور والكهوف، فعاثوا فيها فسادا وخرابا وسفكوا فيها دماء الأبرياء وروعوا الآمنين والمستأمنين.
واليوم عندما يتساقطون كالأوراق، نوجه تحايا الامتنان والاعتزاز بالعيون الساهرة من رجال الأمن في بلادنا، مؤكدين لهم أن كل من تشرف بالانتماء لتراب هذا الوطن يشد من ازرهم، ويقف معهم في التصدي لأهل الضلالة والتضليل بكل قوة وحزم، فأمن الإمارات غير قابل للعبث والمساس. وسقوط العصبة الضالة بالتنسيق مع السلطات السعودية الشقيقة يكشف أيضا أهمية التنسيق والتعاون الذي أكدته الاتفاقية الأمنية الخليجية المعدلة التي أقرتها قمة المنامة منذ أيام، فالخطر واحد فاولي الضلالة والتضليل يستهدفون مجتمعاتنا الخليجية المزدهرة بعد انكشاف النموذج الذي كانوا يسوقون له باسم الإسلام، وهو منه براء.
أن محاولات هؤلاء الأقزام النيل من الإمارات لن تزيد أبناءها الا التفافا حول قيادتهم وانجازات ومكتسبات وطنهم وتجربتهم، فهي منيعة على امثالهم من العابثين ذوي الارتباطات الاجنبية المكشوفة، ومن يقف وراءهم. فقد لخص ابناء الامارات موقفهم بأنه” كلنا الامارات” و” الا خليفة”، ولن ينال منهم نعيق الناعقون “دام البيت متوحد”.


ali.alamodi@admedia.ae