كنا نظن أن الأمور تمضي على ما يرام.. كنا نتصور أننا نُـجري الانتخابات ونأتي باتحادات لتستكمل عمل من سبقوها وتضيف إليه.. كنا نظن - وبعض الظن من حسن الفطن- أن لوائحنا إلى حد ما لا بأس بها، وأن لدينا نظاماً كروياً صارماً، وكنا نتابع من يجمدون اللعبة أو يوقفونها لديهم هنا أو هناك، ونحن نحمد الله على ما حبانا به من إدارات تعرف كيف تحمي بنياننا الكروي، وكيف تجتهد وتنظم الورش والمؤتمرات والندوات، لنبقى على اتصال بالعالم.. كنا نصدق فعلاً أننا بخير، لولا هذا التقرير الذي كشفت عنه «الاتحاد» أخيراً، وأعني به تقرير «الفيفا» المسكوت عنه، بشأن لوائح اتحادنا الكروي، والذي أصابنا بالصدمة، بكشفه عن قرابة مائة ملاحظة سلبية تلقاها اتحادنا من الاتحاد الدولي، منها مخالفات لمواد إلزامية كثيرة، وعلى الرغم من أن التقرير منذ سبع سنوات تقريباً، إلا أن شيئاً لم يتغير، وما تغير ليس إلا قشور، فالخطأ باقٍ مع سبق الإصرار والترصد، برغم المحاولات وبرغم الاجتهادات. الآن بإمكانك أن تجد تفسيراً لكل المعضلات التي مرت على كرة الإمارات.. لكل تلك القضايا الشائكة وتداخل الاختصاصات، وتضارب اللجان واللوائح التي تنزل في يوم وليلة، وإيقاف هذا واستشكال ذاك واستئناف أولئك.. لأن لا شيء مفهوماً.. لا شيء مما تراه يرتكز إلى قواعد ثابتة أو لوائح راسخة.. هي مجرد «كوكتيلات» صنعوها بأنفسهم واستماتوا من أجلها، وأصرت عليها الأندية، التي يدينها التقرير، والتي تصر دونما سبب واضح على بقاء الوضع على ما هو عليه، ولأن الأندية هي التي تأتي بمجالس إدارات الاتحاد، فليس في إمكان الأخير شيء، وليبقى الأمر على حاله. «الفيفا» رفض اللائحة من سبع سنوات، وما زلنا «محلك سر».. في كل مرة ننصاع للجمعية العمومية التي لا أدري كيف ترتضي أن تخالف اللوائح، وحتى الآن، وبرغم السنوات السبع العجاف، ما زال الاتحاد الدولي في انتظار الرد، وما زلنا نحن ربما في انتظار أن يغير «الفيفا» لوائحه من أجل عيوننا. ثغرات اللوائح كثيرة، من مواد غير قانونية بأوضاع اللاعبين، إلى تداخل اختصاصات اللجان، وتناقضات المواد وتضاربها بين اللجان، وبطلان سقف الرواتب، وغموض الصياغة، وعدم قانونية منع اللاعبين من شكوى الأندية حال إخلالها بالعقود، وإلغاء احتراف اللاعبين في سن 16 عاماً، وثغرات لائحة الانتقالات الدولية، وأكثر من ثلاثين مخالفة للنصوص الملزمة.. كل ذلك لا أدري لصالح من، ولماذا كانت الاستعانة بالخبراء والقانونيين، ولماذا يقف الاتحاد الحالي ساكناً صامتاً أمام ما يحدث، أم أن كل مجلس يلقي بكرة النار للمجلس الذي يليه، حتى يأتي اليوم، الذي لا يستطيع أن يطفئها أحد، وتدفع اللعبة بكاملها الثمن. كلمة أخيرة: من يصر على الخطأ .. لا يريد النجاح