بداية كل الاحترام لحاكم الزاملي، وكيل وزارة الصحة العراقي، أو المفتش العام للصحة أو المسؤول عن الهجرة والمهاجرين في العراق، أو وكيل شؤون العراقيين في العراق والمهجر، أو المنظّر العام لفلسفة ''التآمر على العراق'' من قبل دول الجوار، فقد أدلى بتصريح لوسائل الإعلام أن هناك تآمراً على العراق وشعبه من قبل دول الجوار، ولأول وهلة طرأ على بالي أن المقصود بدول الجوار إيران، ودورها المشبوه في العراق، ونواياها غير الواضحة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية، لكن ''الزاملي'' المحترم شرّق وغرّب، ولم يذكر إلا الأردن والإمارات، المتواطئتين على تفريغ العراق من عقوله، ورجالاته وكوادره العلمية، وسرقة الخبراء وإعادة تصديرهم أو استغلالهم في مشاريعهما الطموحة، وتنميتهما المستدامة· وبالمنطق ''الزاملي'' في الصحة والرعاية، مطلوب من الأردن والإمارات عدم استقطاب الأطباء العراقيين والكوادر الصحية، وتوظيفهم، ومساعدة الكثير منهم على الحياة· وبالمنطق ''الزاملي'' في التربية والتعليم، مطلوب من وزيرنا ''حنيف'' عدم التفكير في جلب مدرسين وتربويين عراقيين· وبالمنطق ''الزاملي'' في الزراعة، مطلوب عدم الالتفات إلى المهندسين الزراعيين العراقيين· وبالمنطق ''الزاملي'' في النفط، مطلوب أن لا نستعين بالمهندسين النفطيين العراقيين· وبالمنطق ''الزاملي'' في التعليم العالي، أن لا نقبل ترشيح أكاديميين عراقيين· وبالمنطق ''الزاملي'' في العمل، علينا أن لا نقبل عمالا وموظفين عراقيين· وبالمنطق ''الزاملي'' في الإعلام، على مؤسساتنا الإعلامية، وصحفنا أن تسد أبوابها أمام الصحفيين والإعلاميين العراقيين· وبمنطق ''الزاملي'' في الثقافة، علينا أن نتحوط قبل دعوة فنان تشكيلي، أو دارس أو باحث أو مختص في الثقافة الشعبية· وبالمنطق ''الزاملي'' في التخطيط العمراني، علينا أن لا نعمل حساباً للمهندسين المعماريين أو المدنيين العراقيين· وبالمنطق ''الزاملي'' في الآثار، علينا أن نلغي عقودنا مع البعثات الآثارية العراقية· وبالمنطق ''الزاملي'' في التجارة علينا أن نمنع الاستيراد والتصدير والتعامل التجاري مع العراق· وبالمنطق ''الزاملي'' في السياسة، علينا أن لا نستقبل مسؤولاً عراقياً يريد أن يمتن العلاقة وينشط الأعمال الكثيرة المشتركة· وبالمنطق ''الزاملي'' في المال والأعمال، علينا في الإمارات وبحكم ''المؤامرة الزاملية'' أن لا نوجه المستثمرين نحو العراق، وأن لا نستقبل رجال الأعمال العراقيين· وبالمنطق ''الزاملي'' في العدل والحقوق المدنية، علينا أن نمنع المحامين والقضاة والمحكمين التجاريين ورجال القانون من دخول الإمارات، لأننا خطر عليهم! وبالمنطق ''الزاملي'' في البيئة، علينا أن لا نستعين بالخبراء البيئيين العراقيين· وبالمنطق ''الزاملي'' في العلاقات الدولية، يجب علينا أن نسد كل تلك المنافذ والعلاقات الخارجية مع العراقيين المستهدفين من دول الجوار، الإمارات والأردن! وبالمنطق ''الزاملي'' في الجمعيات الإنسانية، علينا أن لا نستقبل المرضى العراقيين للعلاج والطبابة والتأهيل، لأن الإمارات تشترك في مؤامرة على المرضى العراقيين، وتستهدف حياتهم الباقية· وبالمنطق ''الزاملي التآمري'' علينا أن نترك العراق والعراقيين إن أردناهم سالمين غانمين مطمئنين في وطنهم المحترق يواجهون مصيرهم لوحدهم مع بعض ''دول الجوار''· وبالمنطق ''الزاملي'' في الحياة، علينا أن نتفرج على العراقيين من خلال الشاشات التلفزيونية فقط، ليعيشوا أعزاء كرماء بعيداً عن وشائج الأخوة العربية التي تؤذي ''المرجعية الجديدة''·