إذا سألت أي شخص عن السبب في عدم تمكن الوحدة من التأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا وخروجه على يد سبهان الإيراني فإن أول جواب تسمعه هي حالة عدم التوفيق التي كان عليها اللاعبون وكثرة الفرص الضائعة· هناك حالة من الإجماع على أن الوحدة لم يكن محظوظا أمام سبهان في مباراة الإياب والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يحسن الوحدة استغلال الفرص التي اتيحت له ؟ شخصيا أؤمن بوجود عامل التوفيق في الحياة وفي الرياضة على الرغم من أن الكثيرين لا يؤمنون بعامل الحظ في عالم الكرة باعتبار أن معظم الفرص الضائعة تكون بسبب عدم الدقة في التعامل معها· الحظ قد يخدمك في لعبة غير مقصودة، مثل كرة طائشة يتغير اتجاهها في آخر لحظة على سبيل المثال، لكن عندما نتحدث عن هجوم متواصل كما حصل في الشوط الثاني وضياع كل المحاولات فإن الحظ بالتأكيد ليس له علاقة· الحقيقة التي لمسناها أن الوحدة بالأسلوب وبالحالة التي كان عليها اللاعبون كان من الصعب أن يسجل ولو استمرت المباراة إلى اليوم الثاني، ليس لأن الفريق كان عاجزا عن الوصول إلى مرمى سبهان· وليس لأن اللاعبين كانوا مقصرين في أداء واجباتهم داخل الملعب على العكس كل اللاعبين كانوا على قدر الحدث وبذلوا قصارى جهدهم ولم نلمس منهم في أي لحظة من اللحظات أي تهاون أو تراجع· ولكن لغياب التركيز المتواصل في اللمسة الأخيرة وهذه حالة غريبة لأن الصعوبة في المباريات تكمن في العادة في الوصول إلى مرمى الفريق المنافس وبعدها تبقى المسألة أسهل في استغلال إحدى الفرص في التسجيل· قد تضيع عليك فرصة واثنتان وثلاث لكن في النهاية لابد أن تسجل والوحدة بعد أن تخلى عن الأسلوب العقيم في الشوط الأول استطاع الوصول مرارا وتكرارا واتيحت له الفرصة الأولى والثانية والثالثة لكنه لم يسجل· عاب الوحدة في المباراة غياب المهاجم القادر على استغلال الفرصة وغياب التركيز وليس الحظ·· حتى والمرمى خال من حارسه، شاهدنا اللمسة الأخيرة تسير في الاتجاه الخطأ وتحول الكرة بعيدا عن الشباك· ! لم يكن احد يتمنى أن تنتهي مهمة الفريق عند حدود الدور نصف النهائي وكان بودنا أن نشاهد سفيرنا الآسيوي يقطع كل الطريق لغاية النهاية لكن بعد خروج الوحدة الآسيوي ومن قبله الشعب العربي أصبحت آمالنا في تحقيق بطولة خارجية معلقة بفريق الجزيرة·