في الثامن والعشرين من سنة ألف وتسعمائة وتسعة وسبعين، كان ميلاد القمر، حيث أرسل شعاع النور في عيون فلذات بنعومة الأظافر، وفي عصر اتحادنا المجيد، كان لماجد مجد أحمد بن ماجد، ووجد الذين عشقوا الكلمة، فأرادوا أن يجعلوا منها شجرة ترفرف حولها أجنحة العصافير، ويهدل الحمام، تعبيراً عن بهجة النفوس، بصرح وطن فرد الأشرعة، على ظهر موجة التطلع لِغَد باهر، وحاضر مزهر، وعطاء مثمر. وها نحن اليوم، نحصد ثمار هذا الحب على صفحات من نور، ونقطف الثمرات، من زرع الذين سهروا وتعبوا، بعد أن أينعت الأغصان ويفعت الجذور، وبعد خالد محمد أحمد، المؤسس لهذه القلعة الشامخة، وأحمد عمر الرديف المبدع، نصل إلى الشاطئ ونحن بأيد أمينة، وبرفقة جيل تسلم الراية، مؤزراً بالطموح، مزملاً برجاحة الأمل، مطوقاً بأحلام أزهى من لون الورد، محدقاً في الأفق تعززه قلادات الانتماء إلى هذا الوطن، ومن ثم إلى منجزاته الحضارية، وفي مقدمتها قاماتنا الإعلامية البهية، وصنوها الجميل هذا الماجد، الممجد بين طيات مجلة ماجد، والتي أصبحت اليوم لغة أطفال العرب في كتابه (الفضولي) الذي يسرد قصة نشوء الحلم، وارتقاء الذائقة الثقافية. مجلة ماجد، شاشة فضائية منسوخة على ورق، من نسق الذين يطلون على العالم من خلال كلمة تبوح بالشفافية، وعبارة تفوح بعطر القلوب المتعلقة حباً بالناس، وما ينتمون إليه، وما تتوق أرواحهم نحوه، وما يهمهم في الشأن، والشجن. مجلة ماجد، بدأت لتستمر، هي مثل الشمس، تدور حول تضاريس المكان، ولا تغيب، لأنها خلقت كي تضيء، وتملأ الوجود بأهداب الذهب، وقرص الحياة، وهي هكذا اليوم، وغداً، وهي هكذا مثل الموجة، تذهب للساحل كي تمنح البحر حضوراً، وتملأ الأعماق من لآلئ ودر نفيس، هي هكذا مجلة ماجد، وجدت لتكون الشمس، وتكون النبض، والحض، وتكون المنطقة المعشوشبة، بفكرة لا تبهت، وكلمة لا تتزمت، وعبارة لا تتعنت، هي هكذا مثل النهر، تذهب إلى الحياة، لتمنحها بريق التألق، والتأنق، والتدفق، ومشرفو هذه المجلة هم من يقفون الآن عند نافذتها، ويطلون على الآخر، بشفافية المعطى، وأريحية التعاطي، والوعي بأهمية الكلمة، وما لها من أثر في ذاكرة الصغار، وهم صفحاتنا البيضاء التي لم تزل ترفل بعفويتها، وعليهم تقع كل مسؤوليات المستقبل، فهم وتد الخيمة، وهم شراع السفينة، وهم جذر النخلة. تحية لماجد، وللساهرين على تلوين صفحاته بإيجابية العطاء، وسعادة المتلقي.