لا تقل من سيفوز.. لا تشغل نفسك بالتوقع.. لا تقبع في منطقة الحيرة تلك، لتفقد الأهم.. في كلاسيكو العين والوحدة اليوم، هناك ما هو أهم.. هناك الكرة التي تتمناها والمتعة التي تنتظرها، والكرة الجميلة التي لا تأتيك كل حين.. اللاعبون هم الأولى بالانشغال بذلك بدلاً عنك.. أما أنت فتأهب للعيد.. لمباراة من الزمن الجميل، تأهب لكل أولئك النجوم الذين احتشدوا هنا وهناك من أجلك.. صدقني في كل الأحوال أنت فائز.. نعم تريد السبق لفريقك، لكن اسبق أنت أولاً.. لا تهدر كل وقتك في الصخب، وفي الضجر، وفي التشاحن.. كن جميلاً كتلك المباراة التي تنتظرها أو كن أجمل إن استطعت. منذ أيام، بدأت النيابة العامة بأبوظبي التحقيق في واقعة تبادل عبارات وألفاظ مخالفة للقانون بين جمهور مشجعي ناديين، وبعيداً عمن استدعت ومن أوقفت، كان بيانها الذي أصدرته كاشفاً ومهماً للغاية، أكدت فيه دورها في بسط الحماية القانونية على القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية للمجتمع، كما أكدت أن الرياضة بما تمثله من قيم أخلاقية راقية، لابد وأن ترسي مبدأ احترام الآخر، بالتزام الانتقاد الموضوعي الذي لا يخرج عن حدود الآداب العامة. لو أجدت القراءة وأمعنت التفكير، لأدركت أن هذا من أجلك ومن أجلي.. من أجل أن نظل معاً.. ألا تفرقنا الكرة، وهي التي يجب أن تجمعنا في وصلة تشجيع راقية، يعود بعدها كل طرف إلى بيته وأهله، بطاقة إيجابية تنعكس عليه في عمله وحياته. أطلقت جماهير العين وسم «بالروح.. الدوري ما يروح»، وكان وسم جماهير الوحدة «قوتنا في وحدتنا».. لا بأس بذلك أبداً.. تنافسوا ولكن بحب.. ليس مستساغاً أن يؤدي اللاعبون - أي لاعبين- مباراة، ويتصافحون في مبتداها ومنتهاها، ويعودون قريري العين أياً كانت النتيجة، وفي المقابل تتشاحن وتتجاذب الجماهير.. نحن من الإمارات التي علمت الدنيا كلها الحب والسلام والوئام والفضيلة.. نحن من أرض زايد، ونحتفل هذه الأيام بعام زايد، فانظروا كيف كان زايد يريدنا. الكلاسيكو مهم قطعاً، ويحدد بنسبة كبيرة اتجاه اللقب في هذا الموسم الساخن، والفريقان لديهما من الأدوات ما يجعل أحلام كل منهما مشروعة، وتعثر الفريقين في الجولة الماضية بخسارة العين من الشارقة، وتعادل الوحدة مع شباب أهلي دبي، زاد من حدة المنافسة ومن سخونة المواجهة، ولن يحسم مواجهة الليلة إلا من كان أكثر هدوءاً وتماسكاً في الملعب، وربما في المدرجات أيضاً. كلمة أخيرة: يبقى فوز الجماهير.. النتيجة الكبرى لأية مسابقة