من حق سامي القمزي أن يُعيِّن من يراه الأنسب لرئاسة شركة كرة القدم بحكم صلاحياته كرئيس مجلس إدارة نادي الشباب، ومن حق جمال المري أن يستقيل بعد أن رأى أن الظروف العامة في النادي لا تناسبه. ولكن أن يُعين الرئيس مسؤولاً هو غير مقتنع به أساساً فهذا هو المستغرب، وأن يتم تشكيل أعضاء شركة كرة قدم، ولكن من دون أن تكون لديهم أي صلاحيات فعلية فهذا هو العجب العجاب، وأن يطلب بعض المسؤولين خارج شركة كرة القدم الاجتماع باللاعبين من دون حضور أعضاء الشركة، فهذا قمة التقدير، وأن يتصل نائب رئيس مجلس الإدارة برئيس الشركة ويقول بلهجة «الآمر»، سأدير معك الفريق الأول في الفترة المقبلة، فهذه قمة العمل بالنهج المؤسسي في النادي، وأن تُعاقب شركة الكرة أحد اللاعبين بسبب ما، ويُلغى هذا القرار من «فوق» فهذه قمة المهنية، وحين تكون هناك شركة كرة قدم ولكن ليس من حقها التعاقد مع اللاعبين في الموسم المقبل ولا حتى صرف مبالغ مالية من الميزانية لتصبح عاجزة عن اتخاذ قرارات آنية وداخلية ولا تستطيع أيضاً اتخاذ قرارات مستقبلية، تبقى صلاحيتهم الوحيدة هي متابعة تدريبات الفريق وحضور المباريات فقط، فلماذا إذن تم عمل بهرجة التغيير والهيكلة الجديدة والتجديد، أم أنها كانت مجرد دعاية و«شو»؟ أعزائي المسؤولين القدامى في النادي المستمرين في مجلس الإدارة، إذا لم تكونوا مقتنعين بالمجلس الجديد لشركة الكرة، فلماذا لم تستمروا أنتم في هذا الموقع وتديروا الفريق الأول وكرة القدم وكل شيء في النادي، وإذا كنتم تعتقدون أنكم فطاحل كرة القدم وجهابذة الإدارة ونوابغ العمل الرياضي، فلماذا قبلتم بالابتعاد عن شركة الكرة وتسليمها لشخصيات أخرى تعتقدون في قرارة أنفسكم أنكم تفهمون أكثر منهم، وإذا كنتم تعتقدون أن لا أحد يستطيع إدارة قطاع كرة القدم غيركم، وأن اجتماعاتكم مع الفريق الأول هي من ستحول اللاعبين النائمين إلى مقاتلين في الملعب، فماذا حققت محاضراتكم وخطبكم العصماء السابقة حين كانت لديكم صلاحيات قانونية ومباشرة على كرة القدم! جمال المري قال إن النادي مفلس إدارياً وليس مالياً، وهذا يعني أنه جاء إلى نادٍ بلا نظام وبلا سياسة عمل، وهذا ما يؤكد أن الشباب حين ابتعد عن قائمة المنافسين في كرة الإمارات، فإن السبب المادي المروِّج له لم يكن سوى مجرد ادعاءات لا أكثر.. والكلام جاء من الداخل هذه المرة! كلمة أخيرة إذا أردت أن تعرف سر الدمار في الملعب.. ابحث أولاً عن الخراب في المكاتب!