حين تكتب عن بطل، لا مجال إلا للإشادة به.. كل أوصاف الحسن تليق.. ليس مهماً من تشجع أو من تحب وتؤازر.. هو للجميع هو بكل الألوان أياً كان لونه.. هو وحده هناك في نقطة الضوء والفرحة والضجيج، وعلى غيره أن يصفقوا، فهذا ما يليق به وبهم، فقد يأتي يوم يصفق هو لأحد البقية. أمس، كان تتويج الأهلي بلقب دوري المحترفين.. كان حفلاً جميلاً ومبهراً، وأجمل ما فيه كان الأهلي، وكانت أرقامه التي حققها، والتي صنعت من بطولته عنقود مجد طوق أعناق لاعبيه وجماهيره، ولا أتجاوز إن قلت جماهير كرة الإمارات، وفوز نادٍ إماراتي بلقب البطولة بمفردات وأرقام كتلك، هو دليل عملي على أن كرة الإمارات شبت عن الطوق، وتحفل بصراع تتجلى فيه كل دراما الكرة الحقيقية، التي لا يكتب نهايتها إلا الأقوى، وقبل خطوتين فقط من النهاية. الأهلي، حقق لقبه السابع في تاريخ الدوري، منها 3 ألقاب في المحترفين متساوياً مع العين.. الأهلي لم يخسر في 2016، ولم يخسر قط على ملعبه منذ مباراة الوصل الموسم الماضي، وهو صاحب أفضل هجوم وأفضل دفاع، وباللقب الأخير باتت للأهلي 8 ألقاب من بطولات الاحتراف، 3 دوري و3 سوبر، واثنان كأس المحترفين.. الأهلي شاء أن يتكلم بالأرقام، وأثبت بالفعل أنه فارس همام. مشهد الأهلي في الموسم الماضي، وتحديداً في دوري الأبطال الآسيوي، كان عنواناً لبطل حقيقي.. عمل واجتهد ونضج، ويستحق أكثر من لقب، ولا شك أن خلف هذه الإنجازات، كثير من الصخب و«الصمت» أيضاً.. صخب صنعه اللاعبون أهدافاً ونقاطاً وفرحة تدوي في المدرجات، وصمتاً في التخطيط، قاده البارع عبدالله النابودة رئيس مجلس الإدارة، الذي استطاع على مدار 6 أعوام تولى فيها النادي، قيادة الفرسان إلى جمع 7 ألقاب، منها اثنان لدوري المحترفين، إضافة إلى وصافة آسيا، ليسطر النابودة تفاصيل مرحلة ثرية واستثنائية. أما الروماني أولاريو كوزمين مدرب الفريق، والذي جمع ثمانية ألقاب منذ أن جاء للإمارات في 2011، منها أربع بطولات لدوري المحترفين، مناصفة بين الأهلي والعين، فأعتقد أنه حصد بقدر ما أعطى، ومن حسن حظه وطالعه أن تجربته في الإمارات تركزت في اثنين من أكبر وأهم أنديتها، فأجاد بقدر ما وجد من دعم ومساندة. مبروك للأهلي اللقب الغالي، فهو يستحقه.. مبروك لمحبيه فرحة هم أهل لها، وللاعبيه لقب يزين هاماتهم، ولمجلس إدارته شهادة نجاح وصك محبة ووفاء للبيت الأهلاوي. كلمة أخيرة: في البطولات.. تغني الأرقام عن الكلام