تغريدة واضحة لا لبس فيها غرد بها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أثارت مفتي وداعية الإرهاب والدم، وجعلته يخرج من مخبئه، وأوجعته وأتباعه وأنصاره من الدعاة المضللين الذين احترفوا التدليس وإلباس الحق بالباطل وتزيينه، وكعادتهم في المراوغة والتهرب، لم يجيبوا عن التساؤل الذي أثاره الشيخ عبدالله للمقارنة «هل تذكرون تحريم الشيخ الجليل بن باز (رحمه الله) للعمليات الانتحارية؟ وهل تذكرون مفتي الإخوان القرضاوي عندما حرض عليها؟»، وإنما وجهوا صبيانهم على وسائل التواصل الاجتماعي للتطاول على الكبار بمواقفهم الواضحة ومبادئهم الرائعة وقناعاتهم الراسخة المستمدة من دين الحق والإنسانية، الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. دين يحرم قتل أي إنسان مهما كان لونه أو عرقه أو معتقده، دين عظّم حياة الإنسان وحرمة دمه، وحث على صونهما، وجاء في محكم التنزيل «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيْعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيْعًا» (المائدة- 32). المنابر والمنصات التي أطلق منها بوضوح داعية الإرهاب وسفك الدماء فتاواه وضلالاته موثقة في العديد من المواقع ومنها موقع «يوتيوب» وبالإمكان الرجوع إليها، ومع هذا لم يعتذر أو يتراجع عنها بل مضى في غيّه، هانئاً بما أفتى وبجانبه أفراد أسرته بينما يزج -كما أمثاله من دعاة الفتن- بأبناء المسلمين في أتون لعبة العبث والفناء التي يجيدونها. يقول الشيخ صالح المغامسي للانتحاري وأمثاله من المعتوهين: «لو كان الحزام الناسف طريقاً مختصراً للجنة.. ما تركه لك الذي أرسلك». اليوم والعالم يخوض حرباً شرسة ضد الإرهاب على كل الصُّعد والجبهات لاجتثاث شأفة الإرهاب والتطرف، مطلوب محاسبة دعاة الفتن وسفك الدماء وتقديمهم للمحاكمة، فهؤلاء شركاء في الجرائم ومئات الأرواح البريئة في رقابهم. فالحرب على الإرهاب ليست مقتصرة على الجانب العسكري والأمني وتجفيف منابعه المادية، وإنما محاسبة الذين يفسّرون كتاب الله وسنة نبيه الكريم وقيم ديننا الحنيف ومبادئ عقيدتنا السمحاء بما يرضي شهواتهم وأطماعهم في السلطة وإشباع نزعاتهم الدموية ورغباتهم التدميرية، وعلى الدول التي تأويهم وتحتضنهم أن تكون واضحة في موقفها في الحرب على الإرهاب والمواجهة التي لا تحتمل المواقف الرمادية. ali.alamodi@alittihad.ae