نود أن تتحرك أمتنا، وأن تمضي نحو عمق المحيط، لأن الطحالب لا تنمو فوق الحجر المتحرك في الزمن الرديء الذي بدت فيه بعض الطحالب تبني سنابلها في نخاع العظم منتهزة الأوضاع العالمية، وضعف الحركة العربية، نحو التنمية، نجد ما يذهل، وما يفزع وما يثير الحفيظة، حيث الأوطان باتت مهددة، من قبل هذه الطحالب التي بنت مشاريعها العدوانية، على أسس وهمية خيالية، سريالية، غامضة، لا معنى لها غير أنها، معاول هدم لكل الثوابت الوطنية، وتكسير أوتاد الخيمة الواحدة، لتصير، أشلاء مبعثرة، رأينا هذا في الصومال، ثم العراق، فليبيا، والقائمة تطول، هذه الطحالب التي رفعت، شعار أشبه بالدواء العشبي غير المرخص، وراحت تجوب أنحاء الوطن العربي، في ادعاء مزر، ومخرب لا يليق إلا بقطاع الطرق، ورجال العصابات، وسارقي الأحلام البريئة. اليوم وفي خضم هذا العصف الهزلي، والمسرحيات العبثية، نرى ما يصدقه عقل، فالإنسان يقيم حسب طائفته ودينه، ويحاسب الفرد، بقدر ما يملك من فراغ ذهني، الأمر الذي فتح الأبواب، والنوافذ لكل من له حلم يقظة، أو خيال جامح، في تحقيق مآرب شيطانية، أن يدخل الساحة، كما يدخل الهواء الفاسد في الغرف المهجورة.الطحالب كثيرة، وهي تدب دبيب النمل الأسود، وتخسف وتنسف، وتتعسف، وتهتك بالعرض، والأرض، وتنكل بالأبرياء، تحت ذرائع واهية، وشعارات دينية قادمة، من أكفان صنمية، حتى «أبو جهل، وأبولهب»، لم يتطرقا أليها، لأن آلية الطحالب الجديدة، فاقت في الحنث، والخبث، السابقين، وأصبح علم التكنولوجيا الحديثة في خدمة هذه الطحالب، وبات الأطفال، والمراهقون مهددين، بسلاح المراوغة، والتشويق، والتدليس والإبهار، وصور الحور العين، ماثلة في ذاكرة هؤلاء، والدس من خلال برامج مسمومة يفعل فعل السحر، في الأذهان، وفي المقابل فإن أجهزة الإعلام الوطنية لم تزل في موقع الدفاع، ونقل الحدث دون التدخل، وصناعة الفكر المضاد لمجابهة، أعتى، وأشرس، الخلايا البشرية، التي لم تدع وسيلة، إلا ومارستها لتنفيذ مشروعها الأسود البغيض، والسير قدماً باتجاه التخريب، وتحويل المجتمعات العربية إلى غابة أفاع، وذلك بالتعاون مع دول إقليمية، لها نفس الوجدان المريض، ونفس النفايات التاريخية المقززة، ونفس النوايا الخبيثة التي تتطلب من كل إنسان وليست الجهات الرسمية أن تضع كتاب اليقظة بين الجفنين، وفي لب المقلتين، لأن الخطر لا يخص بل يعم، وتضرر الوطن الواحد، يعني فاحشة كونية ترتكب ضد الإنسانية تنفذها مجموعة، وضعت الضمير في صندوق قمامة وخرجت إلى العالم بقفص صدري عظامه من أخشاب قديمة. وما يحدث في اليمن من انتهاك لحقوق الإنسان على يد الحوثيين، خير بيان، لأسوأ سلوك إنساني على وجه الأرض.