سواقو الأجرة أصبحوا يتصرفون هذه الأيام مثل سواقي الأجرة في مصر السبعينات والثمانينات حين تمتلئ القاهرة بالمصطافين الخليجيين، فيبقى المصري في الشارع بالساعات وسيارة الأجرة لا تتوقف إلا للخليجيين، خاصة إذا كانوا لابسين عدة النصب هذه الأيام ستظل تنتظر كثيراً تلك السيارة المعفنة حتى يحنّ عليك خان ويتوقف وإذا عرف أنك غير خليجي، سيظل يتحرطم ويهمهم، يريد عليك أي سبب، ليقول لك انزل عند أول إشارة·
صاحب المطعم ارتدى كندورته القديمة وبرزت كرشه بقبح وظل يقابل مطعمه الذي لا يلحّق على الزبائن وطلباتهم، وإذا دخلت عليه أنت الزبون الدائم، ابتسم لك وقال: والله ما ملحقين يا زلمة، فتطلب منه الصحن الذي تفضله خروف محشي فيرد بسرعة وبدون تفكير، خلص والله ما كان ينعز، فتتساءل بتعجب: الخروف المحشي خلص، معقول! فيجحرك بعين: صلي على النبي الزبائن كثرت·· الله يبارك·
تذهب إلى أي فندق، فتجد لافتة تشير فولي بوكد حتى فندق سبأ للشقق المفروشة محجوز، فندق بعلبك الذي يرحب بالاخوة الخليجيين، ويعلن في الدليل المبوب باستمرار عن توفر الكبسه والبرياني ولحم ناشف، اضطر أن يضع أسرة في الممرات، تشبه أسرة المستشفيات في أوقات الأزمات، واضطر أن يشغّل الزبائن شفتين، نومة الضحى ونومة الليل الأغلى·
البنك يعتذر لك بأنه لن يقدر أن يرسل الكشف الشهري لحسابك، ولا فاضي يغريك ببطاقات الإئتمان ولا السفر عليك والتذكرة علينا بسبب الهجوم الخليجي·
المخبز الذي كان يفتح أبوابه حتى الساعة الثانية صباحاً، وفي اليوم التالي يرد يبيع لنا الخبز البائت، أصبح يغلقه قبل الثانية عشرة ليلاً ، والسبب الشباب الخليجي الأكيّل، وطبقه المفضل خبز حاف وميرندا·
صاحب مقهى للشيشة قسمه إلى مطعم للمطبقية ومقهى تدخين الجراك فقط·
ملهى ليلي أضطر إلى تشغّيل الرقاصة أربع ورديات في الليلة الواحدة، والسبب نزولاً عند رغبة إخواننا الخليجيين·
المشروبات الباقي على تاريخ انتهائها أيام قلائل، نزلت بنصف سعرها، وما أحد شايف في هذا الليل البهيم، سواء ضحكة صاحب المشرب الربحية·
فجأة·· المدينة خلت من النساء ونشاطهن الليلي، فاعتقدت أنت المؤمن المصلي، أنها بشائر رمضان وبركات الشهر الفضيل، لتكتشف أن الأخوة الخليجيين وشنطهم البدوية اليدوية هي السبب وراء اختفاء هذه الظاهرة·