اليوم تزهو دانة الدنيا وترسم لأفراحها المتصلة ألقاً، وتشدو الإمارات من أقصاها لأقصاها فرحاً وطرباً وهي تزدان بزفاف أنجال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد نائب الحاكم، وسمو الشيخ أحمد بن محمد رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
تتقاطر أمواج من البشر من كل مناطق البلاد وخارجها، إلى جانب كبار المسؤولين، لتزف التهاني والتبريكات بالمناسبة السعيدة التي عبرت عن حجم المحبة والتقدير لشيوخنا وقادتنا، والحرص على مشاركتهم مناسباتهم، وهم الذين دائمو الوجود بين أبنائهم وإخوانهم المواطنين في مختلف المناسبات والمواقف.
مناسبة سعيدة في وطن السعادة، تحولت سانحة للتعبير عن الحب العميق والتقدير الكبير لقائد فذ، وفارس يروض التحديات ويحولها فرصاً ونجاحات، ولأنجاله «الصيد أبناء العلا الذين درجوا على الشهامة» كما وصفهم في رائعته الشعرية بالمناسبة.
في تلك القصيدة الجميلة الزاهية بعنوان «ليل الإمارات» يتوقف المرء أمام بيت يلخص فلسفة الحكم وغرس الطيب المتوارث بين قادتنا أجيالاً بعد أجيال، وسموه يقول لهم «وعاملوا الناس بالمعروف/‏‏/‏‏ واخذوا بطانة الخير إذ للخير أعوان». بيت واحد يحمل الكثير من المعاني عميقة الدلالات، ونهج صاغ هذه الروابط المتينة بين مواطني الإمارات وشيوخهم.
لقد كان حسن خدمة الناس ركيزة أساسية في نهج القيادة، أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في أكثر من مناسبة، وقالها بوضوح «إننا سلطة في خدمة الناس لا سلطة على الناس». لقد كانت تلك القوافي الجميلة الموشاة حباً وجمالاً وروعة بمثابة قبسات من الحكمة من قلب وعقل أب وحاكم وقائد اختار أن يقدم وصاياه لأبنائه نظماً من درر حكمته وتجاربه الثرية في معترك الحياة والحكم. حتى في عنوانها كان التحدي بأن ليل الإمارات ليس كدجى سائر الأكوان، وإنما يفيض نوراً وضياءً وشلالات من نبض الفرح والبهجة والانتصار للحياة بما تضم هذه الأرض الطيبة من مكتسبات ومنجزات صنعت بها معجزة وضعت شعبها في صدارة أسعد شعوب العالم. ولعل أكبر فخر نفخر به العلاقة السامية التي تجمع أبناء الإمارات بقيادتهم ورسمت أسس وقواعد تلاحم وطني عصي على الاختراق. ودامت ديار العز والفخر عامرة بالأفراح.