التهنئة والتقدير للعيون الساهرة من رجال الأمن في شرطة الشارقة، الذين نجحوا بالتعاون مع إخوانهم في شرطة دبي في احباط تهريب أكثر من202 كيلوجرام من مادة الكوكايين الى البلاد، تصل قيمتها الى نحو 160مليون درهم في ضبطية تعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط· ولأن الكمية المضبوطة كانت على درجة عالية من النقاوة فإن قيمتها كانت ستتضاعف الى ستة أضعاف القيمة بعد إضافة مواد أخرى اليها لو أن المهربين نجحوا في مخططهم، كما قال العقيد عبدالله مبارك الدخان نائب مدير عام شرطة الشارقة في مؤتمره الصحفي الثلاثاء الماضي، بمناسبة إحباط ''العملية ''888 كما أطلقت عليها الشرطة، لأن ساعة الصفر كانت في اليوم الثامن من الشهر الثامن من العام ·2008 لقد أعتقد تجار السموم أنهم ابتكروا طرقاً جديدة من أجل ادخال هذه السموم الى الدولة، وهم يستخدمون أكثر من ميناء، وتحت غطاء استيراد شاحنات· الا أن يقظة وعيون رجال الأمن كانت لهم بالمرصاد· ومن رحمة الله بنا أن أفشل كيد الكائدين الذين تكشفت ضخامة الكمية التي أرادوا توزيعها من سمومهم ومقدار ما يضمرون لشباب هذا الوطن· كما يعكس استمرار مهربي ومروجي السموم بهذا الاصرار من جانبهم· فشباب هذه الوطن وفي المنطقة بأسرها هدف واضح لهذه العصابات· لأنهم في مجتمعات حباها الله بخير وفير، ووفرت لهم بلدانهم سبل العيش الرغيد والكريم· ومن هنا يحاول تجار السموم استدراجهم الى شباكهم كي يجروهم الى هاوية الإدمان· ورأينا كيف أودى الإدمان على المخدرات بحياة الكثير من الشباب ، ومن لم يمت من الإدمان تحول الى بقايا إنسان وعبء على أهله ومجتمعه كما في العديد من البلدان التي تفشت فيها المخدرات· لقد شددت الدولة العقوبات الخاصة بجرائم الاتجار والترويج للمخدرات، وتصل العقوبة القصوى لها الإعدام، الا أن عدم إنزالها بحق تجار السموم شجع آخرين منهم على المضي في غيهم في محاولات مستميتة لاختراق الجدران الحصينة للمجتمع بغية الوصول الى أغلى موارده، وهم الشباب· في كثير من الدول وماليزيا تحديدا، وهي التي تقع على تخوم المثلث الذهبي، تجد أن التحذيرات من المخدرات تبدأ من قبل أن تحط بك الطائرة في مطاراتهم، وتذكر الجميع بأن عقوبة الاتجار بالمخدرات تصل الى الإعدام· إن هذه العملية الناجحة لشرطة الشارقة وبالتعاون مع نظيرتها في دبي، فرصة لتجديد الدعوات بالا تأخذنا آية رأفة أو شفقة بالذين يريدون السوء بمجتمعنا وتدمير شبابنا بتجارتهم الملعونة هذه· لأن إنزال العقوبة المشددة دعم لجهود هؤلاء الرجال الذين يحملون أرواحهم على أكفهم وهم يطاردون عصابات الشر ومروجي السموم· كما أنها مناسبة لدعوة الآباء لمتابعة الأبناء وحمايتهم من رفاق السوء الذين يجرونهم إلى المزالق والمهالك، والذين يزينون لهم السفر الى بلدان معينة في جنوب شرق آسيا، والدخول في تجارب تقود الى التهلكة· نشد من جديد على أيادي رجال الأمن، ونهنئهم ونهنئ أنفسنا بهذا النجاح الذي تحقق للعملية ،888 وهو استمرار لنجاحات كثيرة في هذا المجال تعكس حالة الجاهزية الكاملة للعيون الساهرة من أجل سلامة الإمارات ومن عليها من كل سوء، والله نسأل أن يديم علينا النعم ويحمي بلادنا وشبابنا من كل شر·