- لم يدع تلك المناسبة تمر دون أن يضفي عليها شيئاً جميلاً من كرمه، ولمسة طيبة من شمائل طبعه، هكذا عادة الكريم ابن الكريم، وهكذا هي مكرمة رئيس دولتنا حفظه الله، وأسبغ عليه موفور الصحة والعافية، فمئوية الباني والمؤسس، ووالد الجميع مناسبة غالية على كل الناس، وجميعهم رفع أكف الدعاء، وابتهل خير الدعوات للمغفور له الشيخ زايد طيّب الله ثراه، وجزاه عن الجميع خير جزاء العاملين، ولرئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، وعضده وسنده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ثم تباشرت الإمارات كلها زافة تلك المكرمة لكل العاملين في الدوائر المحلية، ففي مئوية زايد لا يجب أن يستثنى أحد، فقد كان بارّاً وحنوناً على الجميع من قريب وغريب وبعيد، هكذا علمنا.. وهكذا حفظنا نحن ذلك الجميل والمعروف، وعلمناه وعلقّناه على الصدور كأيقونة لا نحبها عن العين أن تغيب. - عندما تسمع اللبناني يقول لك: «إن لبنان بألف خير» اعرف أن كارثة في الطريق قادمة أو هي بشرى من النائب للناخبين بأن عهده في الفساد بدأ، وأن يده ستطول على حق القريب والبعيد، وقبل كل شيء حق المال العام، حق لبنان الذي يبدو أنه لن يتعافى بسبب أبنائه السياسيين، فقد انتهت «همروجة» راجع.. راجع يتعمر.. راجع لبنان»، وبدأت معزوفة جديدة مع الانتخابات الجديدة، أن لبنان بألف خير، ومرد هذا الكلام أن الكهرباء لن تنقطع، وأن النفايات ستختفي، وأن أمن المطار ستتولاه الدولة، وأن الفساد الإداري والبيروقراطية التليدة ستضرب بيد من حديد، وأن التوزير لن يعتمد على التزوير والتزليم، وأن الزعامات الروحية الأبدية، والعائلات السياسية بالوراثة التقليدية، والوجوه السياسية المتلونة منذ عهد الاستقلال ستفسح المجال للآتي الجديد والنافع، والذي يعرف روح العصر، ومعنى الوطن أولاً، هنا.. ووقتها يمكن أن نقول: لبنان بألف خير. - الفضائح التي أعلن عنها بشأن جائزة نوبل والتي تخص أحد أعضائها بتهمة التحرش الجنسي بثماني عشرة امرأة من قبل الزوج، وامتلاكها داراً للعروض الفنية يديرها الزوج المتهم، ومولت من قبل الأكاديمية، واستقالة أربعة من أعضائها الدائمين، مما اضطرها لحجب جائزتها للآداب هذا العام، وهذه ليس المرة الأولى التي تعلن الأكاديمية عن حجب جائزة فقد سبق وحجبت الجوائز سبع مرات منذ عام 1901، وأعطيت مزدوجة في العام الذي يليه، الجميل في الأمر، هي شفافية الجائزة، وحرصها على مصداقيتها، وسمعتها العريقة، غير أن العرب شنوا هجوماً غير مبرر نظراً لقصر النظر والعداء الذي من جانب واحد، هم العرب طبعاً، لأنهم يشعرون أن الجائزة تنحاز لليهود، وتُهمّش العرب وآدابهم، ويحتجون «على الحكم» كعادتهم بعد ظهور الفائزين، مشكلة الأكاديمية السويدية، مشكلة داخلية، وليست مشكلة يمكن للعرب أن يدسوا أنوفهم فيها.