هذه واقعة تعود لأكثر من 20 عاماً خلت عندما نجح فريق طبي من متطوعي الهلال الأحمر الإماراتية، في إعادة البصر لمسن من أهالي سقطرى، خلال مخيم طبي أقاموه في تلك الجزيرة، فإذا بالرجل بعد أن رأى النور يمسك بالطبيب ويجهش بالبكاء، أعتقد الطبيب أنها دموع فرح، ولكن مريضه فاجأه بالقول إنه فرح لأنها المرة الأولى في حياته التي يرى فيها أطباء، في مشهد مؤلم لحالة الإهمال التي عانت منها تلك الجزيرة الجميلة على مدى التاريخ من قبل حكام صنعاء وعدن، والذين جعلوا منها قاعدة للأسطول السوفييتي في مجده الغابر. بلغ إهمال صنعاء للجزيرة وأهلها أنهم مكنوا عصابة متنفذة من سرقة المواد الطبية لفريق المتطوعين لتعطيل مهمتهم وابتزازهم. في رمضان من كل عام كانت تنطلق إلى جزيرة سقطرى من رأس الخيمة، تحديداً سفينة محملة بالمواد الغذائية والإغاثية مما يجود به المحسنون في الإمارة، ويشرف على تجهيزها فاعل خير. وفي عجمان «فريج» يحمل اسمها تأكيداً للروابط التاريخية والوشائج الأسرية التي تربط الشعبين الشقيقين. نماذج نذكر بها الطارئين على التاريخ ممن أعمتهم مصالحهم الحزبية الضيقة عن رؤية الحقائق. أما الحقيقة التي عليهم الإقرار بها عقب افتراءاتهم بحق الإمارات على خلفية تطورات سقطرى مؤخراً، فتتمثل بأنه لولا التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبالمشاركة الفعالة للإمارات لما كان وجود لشيء اسمه الحكومة الشرعية التي كانت قد تهاوت أمام المليشيات الحوثية الإيرانية، ولظلت «حكومة فنادق» في المنفى، ولكنها أصبحت اليوم في قبضة «الإخوان» الإرهابية، وانكشفوا جميعاً بعد إحباط الإمارات للمخطط الدنيء لجلب إرهابيين من خارج اليمن للنيل مما تحقق لأبناء سقطرى، من أمن واستقرار ومشاريع تنموية وبنى أساسية. ولذلك خرجوا في مسيرات شعبية واسعة للتنديد بمحاولات الإساءة للإمارات، والتعبير عن الامتنان للإمارات وقيادتها وشعبها لكل ما قدموه لسقطرى على وجه الخصوص واليمن إجمالاً، ودماء شهداء الإمارات التي روت موطن العرب الأول تشهد على ما قدمته ولا زالت «بلاد زايد الخير». اليوم وبعد أن أسقطت أحداث سقطرى آخر أوراق التوت عن الزمرة «الإخوانية» المتخفية في مفاصل» الشرعية» ندعو لموقف حازم وواضح مع تلك «الشرعية»، فالطعن من الخلف والغدر غير مقبولين، وتظل الإمارات خير عون وسند للحق في كل مكان.