نذّكر الجميع بقرار تعديل سرعة الضبط بالرادار على طريق أبوظبي - دبي في الاتجاهين، لتصبح 140 كيلو متراً في الساعة، بدلاً عن 160 كيلومتراً، والذي يدخل حيز التطبيق اعتباراً من اليوم السابع عشر من أبريل، وكذلك على الطريق من الغويفات إلى دبي. والأمر المهم الذي نريد التأكيد عليه ما حرصت الشرطة على توضيحه أن لا هامش سماح للسرعة الجديدة المحددة ليراهن عليه بعض السائقين، ممن يتجاوزون السرعات المحددة اعتماداً على وجود مثل ذلك الهامش، لكيلا تتم مخالفتهم، كما يعتقدون.
واستبقت شرطة أبوظبي التطبيق بحملة إعلانية واسعة عن تعديل السرعة على هذين الطريقين الحيويين، وقالت إن الخطوة تهدف إلى تحسين مستويات السلامة المرورية، واستكمالاً لتطبيق استراتيجية إدارة السرعات على الطرق، وذلك “لما تشهده شبكة الطرق بإمارة أبوظبي من كثافة وأعمال تنفيذ مشاريع تطويرية”. خاصة أن طريق أبوظبي - دبي، كما أعلنت الشرطة، تستخدمه نحو 9 آلاف مركبة كل ساعة في أوقات الذروة في الاتجاه الواحد.
وأوضحت الشرطة أن الإجراء يجيء في إطار جهودها للحد من الحوادث المرورية الناتجة عن السرعة الزائدة، من خلال “توفير بيئة مرورية آمنة تحقق السلامة لجميع مستخدمي الطريق، بما يسهم في خفض معدلات الحوادث المرورية وما ينتج عنها من إصابات ووفيات”. كما ناشدت سائقي المركبات الخفيفة تخفيض السرعة والانتباه عند انخفاض مستويات الرؤية عند الضباب أو عند وقوع تقلبات في الطقس تحمل معها رياحاً شديدة وغباراً وأتربة.
وما نأمله من إجراء كالذي يطبق اليوم، ومناشدات الشرطة أن تلقى آذاناً صاغية واستجابة متفاعلة من جمهور سائقي المركبات، فالمسألة كما يراها كل حريص على أرواح الناس وسلامتهم، ليست في نشر رادار لضبط السرعة هنا أو هناك، أو تحصيل غرامات مرورية باهظة، قدر ما هي الحيلولة دون دفع ثمن باهظ بالدم، عندما تزهق أرواح الناس ويستمر النزيف الدامي على الأسفلت، هذا النزيف الذي يمثل هاجساً كبيراً لكل معني بقضايا وطنه ومجتمعه.
نقول إن تفاعل مستخدمي الطريق، والسائقين تحديداً، مطلوب بقوة، لأن غالبية الحوادث القاتلة، بحسب إحصائيات ودراسات الشرطة، يقف وراءها العامل البشري، وأقرب مثالين أمامنا وفاة ثلاثة أشخاص الخميس الماضي، وإصابة رابع إصابات جسيمة لدى تدهور المركبة التي كانوا يستقلونها على جسر المصفح واصطدامها بمجمع كهرباء واحتراقها، وقبل ذلك الحادث التاريخي الذي وقع مطلع أبريل الجاري قرب منطقة السمحة على الطريق السريع بين أبوظبي ودبي، والذي أوقع قتيلاً و61 مصاباً إثر الاصطدام التتابعي بين 127 مركبة بعد أن غمر الضباب ذلك الطريق، وانعدمت الرؤية، والمسؤولية البشرية واضحة في الحادثين قبل أن نبحث عن تبريرات أخرى من هنا أو هناك، فالإنسان الجالس خلف المقود يفترض به العقل والإدراك اللذان يميز معهما أنه يقود آلة لا يمكنه السيطرة عليها بأي حال من الأحوال إذا ما طرأ طارئ، ولعل أبسط قاعدة مرورية تدعوهم للحذر من مفاجآت الطريق، و”الرادار” ليست منهما.



ali.alamodi@admedia.ae