يعيش عشاق السينما هذه الأيام حالة أشبه بالعيد من خلال عرض أعمالهم في مهرجان الخليج في دورته الخامسة، والذي حمل على عاتقه مع مهرجان أبوظبي تأسيس نواة سينما خليجية ما لبثت أن تحولت خلال السنوات العشر الماضية إلى ظاهرة فنية ثقافية سينمائية، هكذا هي الإمارات فهناك أيام للمسرح وأيام للشعر وأيام للكتاب وأيام للتراث وأيام للفنون الجميلة حتى صارت دولتنا الحبيبة مقصدا للمثقفين والأدباء وعشاق الفنون وكل ما هو جميل على صعيد الإنسانية والجمال والإبداع، فقبل أيام معدودة ودعنا معرض الكتاب الدولي في أبوظبي ومهرجان الشعر النبطي من خلال «شاعر المليون»، واليوم نستقبل مهرجاناً للسينما وغدا تظاهرة ثقافية فنية جديدة تنتظر موعدها. لقد كنت على اطلاع بشكل دائم على نشاط السينمائيين الإماراتيين الذين تربطني علاقة مع الكثير منهم على ما تم وأنجز حتى هذا اليوم، وشاهدت حجم التطور الذي طرأ على السينما الإماراتية التي تجاوزت نقطة البداية خلال العشر السنوات الماضية، وبدأت أفلامنا تعرض في الخارج وتحصد الجوائز. ونتيجة لهذا الحراك السينمائي، انبثقت أكاديمية للسينما مقرها في أبوظبي، وقد تخرج في تلك المهرجانات العديد من المخرجين المواطنين، وكذلك كتاب السيناريو ومصورو ومنفذو الديكور. لا أحد ينكر أن الإمارات التي خطت بثقة في العديد من المجالات باتت الآن محط أنظار الكثيرين، بعد أن باتت قادرة على تنظيم أفضل المهرجانات. ولا يستطيع أحد أن ينكر الفوائد الكبيرة التي تحصدها الدولة من هذه الفعاليات التي تجذب أنظار العالم مرات متعددة كل عام، فقد نجحت بامتياز ثقافة المهرجانات، وحققت العديد من المزايا التي باتت تميز الإمارات، وخلال السنوات الماضية ياتت تجمع أكبر صناع السينما العالمية ونجوم الفن السابع كل عام. ولا شك أن ما تحصده الإمارات من فوائد معنوية وسياسية أكبر من الفوائد الاقتصادية التي لا يمكن إهمالها. إن مهرجان الخليج للسينما في دورته الخامسة يؤكد نجاح المقصد. ونجاح التنظيم ومكاسب أخرى كثيرة جعلت من بلادنا منارة للمعرفة بعد أن كانت مثل هذه الفعاليات حكرا على دول بعينها خلال العقود الماضية. ورأيي أن الفائدة الفنية من استضافة مثل هذه الفعاليات ستظهر أكثر في المستقبل من خلال سينما إماراتية تنافس في المحيط الإقليمي والدولي، ولما لا وقد وضعنا أقدامنا على الطريق ونملك كل المقومات.