دائماً ما يحسدون العاملين في اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية وحتى الأندية بحبهم الدائم والمستمر للسفر، وأنهم يستغلون مناصبهم لتحقيق مآربهم والاستمتاع بالسفر إلى كل بقاع العالم لحضور اجتماعات ومؤتمرات ومعسكرات وبطولات متناسين ما يتكبده هؤلاء من معاناة واغتراب ومسؤولية في إنجاز المهام لموكلة إليهم وتمثيل الدولة لتحقيق أهداف هذه المهمات، إدارية كانت أم فنية. وكثيراً ما تصبح المهمات الخارجية خياراً صعباً لهؤلاء ولا مناص منها بحكم عضويتهم في المنظمات الإقليمية والعربية والقارية والدولية، وكثيراً ما تتعارض هذه المهام مع ارتباطاتهم الوظيفية والأسرية، وغيرها من الأمور التي تجعل المهمات الخارجية غير مرحب بها من البعض. ونحن في لجنة الإعلام الرياضي كغيرنا من المسؤولين بالاتحادات الرياضية لدينا مسؤوليات تقف عائقا أمام قيام العديد من أعضاء اللجنة بأعبائهم الخارجية بحكم ارتباطاتهم في مؤسساتهم الإعلامية وغيرها، فحضور بعضهم للملتقيات يتطلب سفراً طويلاً ولأيام قد تصل إلى أسبوع خاصة تلك الدول البعيدة جغرافياً وفارق التوقيت بيننا يصل أحياناً إلى 12 ساعة، مما يعرض هؤلاء لتغيرات فسيولوجية، أو رحلات تمتد لساعات طويلة حتى وإن كانت المسافات قصيرة، فالوصول إلى مكان ما أحياناً يستغرق وقتاً لعدم وجود رحلات مباشرة. وقد تعذرت مشاركة بعض الزملاء في المؤتمرين الأخيرين للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية السادس والسبعين في سوتشي الروسية العام الماضي التي خضنا فيها انتخابات المكتب التنفيذي، والسابع والسبعين في باكو بأذربيجان، حالياً رغم قصر المسافة ومدة الرحلة، وكان ذلك بسبب الالتزامات اليومية للإخوة، التي حالت دون سفرهم، ولولا التزامنا بحكم عضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد باعتبار ذلك مكسباً وإنجازاً لإعلامنا الرياضي ومسؤولية تجاه هذه المنظمة لما ترددت شخصياً في الاعتذار. قدر العاملين في المجال الرياضي وقدرنا تجاه الأسرة الصحفية الدولية يضعنا أمام خيار لا ثاني له، ولا بديل أمامه سوى التضحية بالوقت والالتزامات الوظيفية والأسرية وتقديم مصلحة الدولة فوق كل ذلك. لقد سافرت وحيداً كغيري من الإخوة في بعض الاتحادات الذين تواجههم الظروف نفسها، وشاركت في كل الاجتماعات والبرامج المصاحبة مع صباح كل يوم من أيامها وحتى قبيل منتصف الليل حتى لا يقال عنا في أروقة المؤتمرات والاجتماعات إننا غير ملتزمين بالحضور والوجود مع الوفود، ولك أن تعلم بأن وجودنا في هذه المناسبات يكون بساعات قبل انطلاقتها ونغادرها مباشرة من دون أن نتعرف إلى معالم هذه الدولة وكل ما شاهدناها في تلك الدول مطاراتها والطريق المؤدية إلى المدينة، والفندق الذي نقيم فيه وأحياناً معالم المدينة إذا كانت الاجتماعات أو المؤتمرات خارج الفندق الذي نقيم فيه خلال تلبية الدعوات الرسمية الشركات الراعية للحدث. هل بعد هذا العناء يكون الرياضيون والعاملون في المجال الرياضي محسودين أم في موضع الشفقة على حالهم وتقدير مهامهم لأن ما يتكبدونه من العناء يفوق لحظات الاستمتاع بسحر المدن التي يزورونها بشكل عابر؟. Abdulla.binhussain@wafi.com