ها نحن في بدايات العقد الخامس من عمر دورينا، توالت الأجيال، وتتالى الأبطال، وتغيرت الألقاب والمسميات، وخلال هذه السنوات وطوال هذه العقود، يغيب من يغيب والعين حاضر وموجود، وطوال هذه السنوات قوى تقليدية تراجعت وقوى جديدة قامت، وطوال هذه السنوات الكل متحرك والزعيم وحده الشامخ والثابت. هو بطل في كل العقود، هو الزعيم الاستثنائي، هو نموذج غير قابل للتقليد، كلما أضاف لقباً جديداً صاحت به خزائنه هل من مزيد، يتشابه الآخرون وهو المختلف، لا يكتفي ولا يقنع ولا يتوقف، ولا يرضى بما دون المركز الأول، وكلما انتهى من بطولة تطلع إلى الأخرى، وها هو يقطف في دورينا النجمة الثانية عشرة، وفي العين تتوالى البطولات وتتواصل الاحتفالات ومن موسم إلى موسم وهلم جرا. العين ليس مجرد نادٍ وكيان، ولكنه مدرسة نموذجية متكاملة الأركان، هو نموذج في الطموح المتواصل، ونموذج في الإدارة، ونموذج في كيفية الاستفادة من الدروس، والتعلم من السقوط، وقبل 4 سنوات بالضبط عاش نادي العين وجماهيره أسوأ فتراته، وكان مهدداً بالهبوط ومغادرة دوري المحترفين، ولكن لأنه العين، تجاوز المطب بل وصنع منه جسراً في طريق النجاح، وبعد ذلك التاريخ وفي غضون أربع سنوات، توج العين بطلاً للدوري 3 مرات. العين شخصية والعين ثقافة، وفي هذا الموسم أرسى الفريق نظرية مختلفة، وهذا هو قدر الكبار، لذا لم يكن غريباً على العين أن يقدم دروساً في التضحية والإيثار، ومن أجل عيون المنتخب خسر جهود عمر عبدالرحمن، وغاب يوسف أحمد وغاب برمان، وزاد الطين بلة، وتضاعفت المشكلة، عندما غاب جيان، ومع ذلك لم يتذمر، ولم يبال ولم يتأثر، وأثبت للجميع أن الزعيم بمن حضر، ورغم الغيابات القاصمة، والظروف المؤثرة، مضى الفريق بنجاح نحو الدرع الثانية عشرة. المجد لا يتحقق بالكلام، ولا بأضغاث الأحلام، ولكنه يكون بالأفعال، وبعزم الرجال، وبقائد استثنائي وشخصية رافقت الزعيم أينما كان، ذلك هو الشيخ عبدالله بن محمد آل نهيان، وهو الذي أينما وجد الزعيم وجد، وهو الذي قاد الفريق إلى قمة المجد، هو المشجع الغيور والقائد الملهم، هو الذي تتعدد مطالب الجماهير وإجابته الوحيدة هي «تم»، فاجتمعت رؤى القائد وطموحات الجماهير وتلاقت، فكان من الطبيعي أن الجميع كان متحركاً والزعيم هو وحده الراسخ الثابت.