بين المشاركة والمنافسة ضاع الحلم الأولمبي في ريو 2016 بين مدن البرازيل وتبخرت الوعود التي صاحبت مؤتمرات الإعلان عن المشاركة، والأمل الذي لم نستعد له كما ينبغي وكأن المشاركة وحدها كفيلة بتحقيق النتائج سواء من المؤهلين أومن ضيوف شرف المشاركة. وأعدنا تدوير الأسطوانة المشروخة بقلة الدعم المادي من الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، واختلاف المعايير وتواضع مستوى لاعبينا الذي لم يرقَ إلى الصورة المتوقعة، وقوة المنافسة في الدورات الأولمبية عن المشاركات الأخرى بجانب عدم الدعم الفني الكافي من الأندية التي تركت كل الأمور للاتحادات، دون أن تتكفل بأدنى مقومات إعداد البطل أسوة ببقية دول العالم. وباستثناء برونزية سيرجيو توما في الجودو سوف تعود البعثة بعد أيام وتعود معها مبررات الدورات السابقة، من تبادل التهم والدعوة إلى مؤتمر رياضي عام بمشاركة كل الأطراف ويماطل البعض في عقده إلى أن تهدأ النفوس ونتناسى إخفاقنا الحالي كما نسينا إخفاقاتنا السابقة وتعود العجلة للدوران مع الدورة الانتخابية المنتظرة للاتحادات التي شاركت في الأولمبياد وبمن ينجح من المترشحين ونطوى ملفات ريو، ونخطط للمشاركة الأولمبية القادمة 2020 في طوكيو والأمل يحدونا كما في المرات السابقة دون برامج علمية وخطط استراتيجية والوقوف على مكامن الخطأ والقصور في كل المشاركات السابقة ونبدأ عملية الإعداد من الصفر دون النظر إلى كم السلبيات التي رافقت ريو وما سبقتها. كان الأمل على الرماية فلم يوفق لاعبونا.. وانتظرنا وعود القوى فخرجنا بمبرراته السابقة الذكر وأخفق سباحونا ورباعونا لقلة الخبرة، وخرج دراجنا في الدقيقة 90 من السباق ونترقب تقرير اللجنة الأولمبية الذي سوف يخرج إلى النور بعد العودة الميمونة، الذي سيتذيل بأمل تحقيق الإنجاز في الدورة القادمة وكأننا لم نستفد من كل الدروس الثمانية السابقة بدءاً من لوس أنجلوس 1984 إلى الدورة الحالية في سلسلة الدورات الأولمبية الواحدة والثلاثين أو السابعة والعشرين الفعلية بعد إلغاء دورات 1916.. 1940.. و1944 بسبب الحربين العالميين الأولى والثانية. وهكذا تتوالى الشهور والسنين ونحن نعيش حلم الحصاد من دورة إلى أخرى، دون أن نتلمس مكامن الخطأ والقصور في خططنا وبرامجنا لإعداد الأبطال لمثل هذه الدورات التي تتسابق إليها دول العالم لاعتلاء صدارتها ونحن مكانك سر من دورة إلى التي تليها وكأن المشاركة هي الحلم والمنافسة هي المستحيل.