طالعت تقريرا صحفيا عن معرض للوظائف في الصين، وكيف نجح عشرات الخريجين من معاهد التمريض في ابرام عقود عمل خاصة بهم في اقل من نصف ساعة، بينما طابور خريجي التخصصات الاخرى لم يكن يتحرك· ودلالة الخبر في حسن الاختيار والتوجيه لما يحتاج اليه سوق العمل في بلد كالصين بتعداد سكانه الذي يتجاوز المليار والمئتي مليون نسمة· وكانت مهنة التمريض في الصين من المهن التي يقل اقبال الذكور عليها ، الا ان التحولات الضخمة التي شهدتها بلاد التنين بعد تبني اقتصاد السوق غيرت الكثير من المفاهيم والمعتقدات، بعد أن ذاق الصينيون طعم المكاسب التي تحققت لأحد اسرع اقتصاديات العالم نموا·
حدثني ذات مرة مسؤول في وزراة الصحة عندنا عن الفارق بين بعض الممرضات العربيات ونظيراتهن الفلبينيات على سبيل المثال، وقال إن الاولى تسعى جاهدة وتبحث عن 'واسطة' ان اضطرها الامر حتى تنجح في تحويلها الى اقسام بسيطة روتينية لا تحتاج الى كثير جهد، فيما تسعى الاخرى للعمل في اجنحة العناية المركزة وغيرها من المواقع المعروفة بدوامها الصعب من أجل اكتساب المزيد من الخبرة التي ترفع من أجرها عندما تعيد طرح خبراتها وامكانياتها في سوق العمل حيث يزيد الطلب على هذه الكفاءات وبالاخص في كندا وبريطانيا وغيرها من الدول، واصبحت الدولة بذلك محطة 'ترانزيت 'لاكتساب الخبرات قبل ان تسافر الطيور الى مهاجرها الجديدة·
وعند الحديث في هذا الجانب يبرز امامنا واقع العجز المزمن في مستشفيات وزارة و دوائر الصحة، والموقف السلبي للمسؤولين فيها مما يجري حولهم لا سيما في موضوع إعداد تخصص يكاد يصبح نادرا·