تدخل الكرة الإماراتية اليوم اختبارين مهمين في توقيت واحد، فبعد ساعة واحدة من انطلاق مباراة ''الأبيض الصغير'' مع نظيره الإيراني في نصف نهائي بطولة آسيا للناشئين في طشقند، تنطلق مباراة ''الأبيض الكبير'' مع نظيره الكوري في سيؤول في إطار تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا· وما بين طشقند حيث طموح الوصول لنهائي آسيا للناشئين بعد صعود المنتخب لنهائيات مونديال ''نيجيريا ''2009 ، وسيؤول حيث الأمل في أن يتمكن الأبيض من تصحيح أوضاعه بعد خسارتيه أمام كوريا الشمالية والسعودية تعيش الكرة الإماراتية على أطراف أصابعها، لعل وعسى تكلل مهمة المنتخبين ''الصغير والكبير'' بالنجاح، وإن اختلف الوضع بالنسبة للفريق، حيث يدرك الأبيض الصغير أن مباراته مع إيران لا تعترف بالحلول الوسط، فإما أن تكسب وتعبر إلى ''النهائي الحلم'' أو أن تخسر وتكتفي بفرجة المونديال·· أما المنتخب الكبير فإن أي نتيجة يعود بها من كوريا الجنوبية، غير الخسارة، بمثابة نتيجة إيجابية، قياساً بالظروف الفنية والنفسية التي واجهها الفريق جراء عدم فوزه بنقطة واحدة في أول مباراتين، ولعل تجربته الأخيرة مع اليابان التي انتهت بتعادل إيجابي تكون بمثابة جرعة منشطة، آملاً في مواجهة خطورة شمشون الكوري الذي خسر نقطتين بتعادله مع كوريا الشمالية وهو التعادل الثالث على التوالي بين الصديقين ''اللدودين'' في التصفيات الحالية· وإذا كنا نطالب ''الأبيض الصغير'' باستثمار الحالة المعنوية الرائعة التي أعقبت الفوز على أستراليا والتأهل للمونديال، فإن ''الأبيض الكبير'' مطالب باستعادة الثقة وأن يقابل نظيره الكوري بطموح مصالحة جماهيره والتأكيد على أن الأبيض لايزال قادراً على أن يقف على قدميه مجدداً، وأن ما حدث أمام كوريا الشمالية والسعودية من الصعب أن يتكرر إذا أردنا أن نجدد أمل تحقيق حلم الوصول للمونديال· وبالتأكيد فإن الجهاز الفني يعلم جيداً أن تصحيح أخطاء الخط الخلفي هو الخطوة الأولى للخروج بنتيجة إيجابية وتكفي تلك الفاتورة التي دفعها الأبيض نتيجة أخطاء وضعت الفريق في الموقف الصعب وفرضت عليه أن يبذل قصارى جهده لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتعويض ما فاته ''داخلياً'' بتحقيق أفضل النتائج ''خارجياً''، وما يخفف من وطأة سلبية بنتائج المنتخب حتى الآن، أن أول المجموعة لم يكسب سوى 4 نقاط، مما يعني أن الفوز بنتيجة في المباراة يمكن أن يخلط الأوراق، ويعيد الحسابات مرة أخرى· والمهم أن نتجاوز عقبة كوريا الجنوبية بنتيجة إيجابية ولو بالفوز بنقطة واحدة ولن يتحقق ذلك إلا إذا سعى اللاعبون للدفاع عن سمعتهم ومكانتهم أولاً·· قبل الرد على أي جهة أخرى· وأخيراً·· نتمناه يوماً للكرة الإماراتية، صغاراً وكباراً، والمواقف الصعبة - وحدها - تكشف معدن الرجال·