«عفا الله عما سلف»، بهذه العبارة طوى الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، ملف الانتخابات الآسيوية لكرة القدم، رغم الهجوم الشرس الذي تعرض له منذ أشهر، لا لشيء، وإنما لدعمه حملة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وما أثير حولها من استغلال لنفوذه وسلطاته الواسعة في القارة وخارجها. «عفا الله عما سلف»، قالها بعد ختام المعركة الانتخابية، والتي خرج منها مرشحه فائزاً لقوة شخصيته ونفوذه وعلاقاته المتميزة، ومعرفته لخبايا الانتخابات، وطريقة التعامل معها، فهو لم يستعمل أساليب غير مشروعة، كما تروج، ولم يستغل مناصبه، لأنها لا علاقة لمناصبه بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وإنما استطاع بذكائه، أن يشتت جهود حملتنا وتركيزها الميداني إلى أمور ثانوية ننشغل بها، خاصة حينما خاطب «الفيفا» بصفته الشرفية، وعلى أوراق المجلس الأولمبي الآسيوي، ولا أعتقد أنه كان جاهلاً لقوانين المخاطبات، وإنما أراد انشغالنا، ونجح في ذلك، كما استغل ورقة ابن همام للضغط على الآخرين من خلال «الفيفا» أيضاً، وهذا فعلاً ما قام به بوفهد، بجانب العديد من الأمور التي رجحت كفة منافسنا الشيخ سلمان، الذي اتسم بالهدوء والعمل الميداني، دون الإساءة للمرشحين الآخرين، والاستعانة برجل آسيا القوي. والآن وبعد أن هدأت المعركة الانتخابية، مد بوفهد يده للجميع، وتناسى كل الإساءات والتجريح من مرشحنا وإعلامنا، وأطلق ما كنا نتوقع منه، واعتبر ما رافق الحملات الانتخابية «سحابة صيف» لن يترك أثراً في نفسه، لأنه واثق بأن ما صدر منا لم يكن سوى استعمال كل الأوراق المتاحة لكسب المعركة الانتخابية، وهو ما اعتاد عليه في كل حملاته الانتخابية محلياً وقارياً ودولياً. كما نهنئ الشيخ سلمان بن إبراهيم فوزه المستحق لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ونجاح حملته وخططه وبرنامجه، واستوقفني حديثه عنها، حينما قال إن على المرشحين أن يتواصلوا مع من سيصوت لهم، بدلاً من الحديث في وسائل الإعلام المحلية، لأن من سيصوت له هم الاتحادات المعنية وليس الإعلام أو الجمهور، إضافة إلى عمله المنظم، وهدوئه دون ضجيج حتى من إعلام بلاده، كما لم يكن تحالف مرشحنا مع المرشح السعودي التوافقي توافقياً. أما راعي الرياضة البحرينية، الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، فقد طلب من رئيس الاتحاد الآسيوي الجديد أن يزور الدول التي كان لديها مرشحون منافسون قبل عودته الى البحرين، ليبرهن بأنه رئيس كل آسيا، وهي بادرة تنم عن رجل يدرك أهمية وحدة الخليج والعرب وآسيا في هذه المرحلة المهمة من تاريخ كرة القدم الآسيوية. ونحن من جانبنا، نقول شكراً الشيخ أحمد الفهد الصباح لدعوتكم، عفا الله عما سلف، وسيقولها الشيح طلال أيضاً، وشكراً الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة توجيهكم لرجل آسيا الجديد بزيارة أبوظبي قبل البحرين، وتهانينا للشيخ سلمان بن إبراهيم، وحظ أوفر لمرشحنا يوسف السركال الذي لن تهتز ثقتنا فيه، كواحد من الكفاءات الرياضية التي تعمل بإخلاص، وإن لم يحالفه الحظ اليوم، فهو بلا شك استفاد من التجربة، وتسلح بخبرات ينطلق منها مجدداً. Abdulla.binhussain@wafi.com