الكثيرون توقعوا وصول فرنسا بجيلها الحالي إلى المباراة النهائية لكأس العالم 2018، وحتى التتويج باللقب، والكثيرون تفاجأوا أساساً بعدم تتويج هذه المجموعة بلقب أمم أوروبا التي حضرتها في الملعب، وكنت أرى اليقين بعيون الفرنسيين أن اللقب لهم لا محالة، وزاد هذا اليقين بعد خروج رونالدو مصاباً، ولكن كرة القدم أبت أن تعترف بيقينهم. الكلام نفسه كان لدى الشعب الروسي، بعد الفوز على إسبانيا إلى أن خرج على يد الكروات، وكان التأهل أيضاً قريباً منهم، أما من تواجد في لندن خلال هذا الصيف يقول لكم مدى «يقين» الإنجليز بأن الكأس عائدة إلى الديار، وباتت عبارة «It’s coming home» على كل بيت وحانة وباص وسيارة تكسي، وبسبب هذا اليقين «المبكر» دعا جيريمي كورباين زعيم حزب العمال المعارض لجعل يوم تتويج «إنجلترا» باللقب يوم عطلة وطنية «بانك هوليدي»، وبالوقت نفسه أمر عمدة لندن صادق خان بشاشة عرض عملاقة في حديثة الهايدبارك الشهيرة، وتم بيع 50 ألف تذكرة بقيمة عشرة جنيهات، ما يعني أن مدينة لندن كسبت نصف مليون باوند من عرض المباراة للجماهير التي لن تتمكن من الذهاب لروسيا بسبب المشاكل السياسية بين البلدين وحاجة الإنجليز لفيزا أو شراء تذكرة، وكان الجميع على «يقين» أن منتخبهم سيفوز على كرواتيا، وسيتأهل للنهائي وسيعود بالكأس إلى الديار. ولكن المنتخب الذي تقدم في أول خمس دقائق، كاد أن يخرج خاسراً في الوقت الأصلي، بعد تعملق رفاق زلاتكو، هذا المدرب الرائع ليس بسبب وصوله إلى هذه المرحلة، بل ولأنني أعرفه شخصياً واستضفته في «صدى الملاعب» يوم استقالته من تدريب العين الإماراتي، ولمست كم هو منطقي وعقلاني، وقادر على التحدث بصراحة، حتى لو كانت في غير مصلحته، ولهذا تمكن بعقلانية من جعل المستحيل مجرد كلمة وهزم الإنجليز ويقين الإنجليز، وقد يهزم يقين الفرنسيين ويدخل التاريخ كتاسع بطل للعالم، وحتى إن لم يفعلها فهو فعلاً دخل التاريخ من أوسع أبوابه.