وتمضي أيام وليالي شهر رمضان المبارك في عاصمتنا الحبيبة، وهي تبحر بمبادرة اجتماعية جميلة جمال الشهر الكريم لموظفي دوائر ومؤسسات حكومة أبوظبي وأسرهم تحت عنوان “رمضان أبوظبي”، والتي تقام تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي. تنطلق المبادرة الاجتماعية التي يستضيفها مركز أبوظبي للمعارض الدولية من قيم التراحم والتآلف التي جُبل عليها مجتمع الإمارات، وتكرس روح الشهر الكريم، وما تحمله من نفحات طيبة مباركة تلك اللقاءات الودية لزملاء العمل بعيداً عن أجواء العمل وروتين الحياة. وتحفل المبادرة التي انطلقت في السادس من الشهر الجاري، وتستمر حتى التاسع عشر منه بالعديد من المناشط من محاضرات توعوية ومسابقات رياضية ومعارض للمنتجات التراثية وكذلك معروضات الأسر المنتجة. كما حرصت العديد من الجهات والدوائر على التواجد بمنصات وأجنحة للتعريف بخدماتها، ناهيك عن منصات للتوعية الصحية تساعد الزوار على التقيد بالممارسات الصحية والصحيحة. كما أتاحت المبادرة الفرصة للعديد من رواد الأعمال من شباب الإمارات للتواصل مع الجمهور وتعريفهم بمنتجاتهم ومشروعاتهم التي يفاجأ المرء بوجودها، وفي ذلك تشجيع وتحفيز لهم على الاستمرار ومواجهة التحديات التي تواجههم، وبالأخص فيما يتعلق بتسويق تلك المنتجات والترويج لها. كما كان العمل الخيري والإنساني حاضرا وبقوة في مبادرة شهر الخير، من خلال تخصيص نسبة من ريع السوق الرمضاني المقام ضمن المبادرة لصالح المشروعات الخيرية التي تتميز بها إمارات الخير والعطاء، وترتفع شواهدها سواء داخل الدولة أو خارجها. لقد جاءت مبادرة “رمضان أبوظبي” لتؤكد حرص القيادة الرشيدة على دفع الدوائر والمؤسسات التوسع في أدوارها من خلال المبادرات الاجتماعية، ونظرتها لهذا الجانب باعتباره نهجا محوريا في العمل الحكومي، وترجمة لأهداف رؤية “ابوظبي2030”. في صورة مختلفة ومغايرة تماماً لأسلوب العمل قديما حيث تنقطع علاقات الدوائر وموظفيها مع انتهاء ساعات الدوام الرسمي. فتعزيز الروابط في أجواء الأسرة الواحدة يعزز من الإنتاجية ويغرس أداء وروح الفريق الواحد بين العاملين في مختلف الوحدات والمرافق. كما أنها تختزل حجم الاهتمام والرعاية الذي توليه القيادة الرشيدة بالموظف والإنسان، واستثمار وقته وجهده بما يعود عليه وعلى المجتمع بالفائدة، فكل منحى من مناحي “رمضان أبوظبي” تمثل منفذاً تتيح للمشارك توظيف طاقاته وإمكانياته سواء في مجال الرياضة أو الصحة العامة أو المشاريع الصغيرة التي تحظى باهتمام ودعم الدولة. خاصة وأنها تفتح أمام أصحابها آفاقا غير محدودة للانطلاق في عالم الأعمال بعيداً عن المجالات المحدودة للوظيفة. كما أن قصص النجاح التي تروى بين جنبات هذه المعارض ومتابعة أصحابها تلهم غيرهم، وتشد من عزيمتهم وروح الإصرار على بلوغ عتبات النجاح والتميز. الإقبال الكبير والنجاح الذي حظيت به مبادرة “رمضان أبوظبي” تشجعنا على دعوة المنظمين لتمديدها بحيث تكون في الأعوام المقبلة طيلة ليالي الشهر المبارك، ونحن نهنئهم على ما تحقق للمبادرة من النجاح وحظيت به من دعم، نسأل الله أن يعيد علينا رمضان سنين بعد سنين، وقد تحقق للإمارات المزيد من التقدم والازدهار في ظل قائد مسيرتها خليفة الخير وإخوانه الميامين، وشكراً للجميع. ali.alamodi@admedia.ae