وتمضي مسيرة الخير على ضفاف خليجنا الأغر، وتتعزز مع كل لقاء ودورة من دورات قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تحتضنها هذا العام المنامة، وفي رحاب دفء المحبة واللطف الذي يميز أهلنا في البحرين. مسيرة توالت خيراً وعطاءً منذ الولادة المباركة للمجلس في أبوظبي منذ 37عاماً، وسفينة العطاء الخليجي تواصل الإبحار نحو مرافئ الإنجاز والبناء والخير والنماء. وهي أكثر قوة ومنعة واقتداراً على الرغم من كل التحديات والعواصف والأنواء المحيطة، تسترشد بوصلة مسارها من حكمة ورشد وحنكة قادتها، تصونها سواعد شعوبها الذين يفتدونها بالأرواح، وهم يتطلعون إلى اجتماع قادتهم دوماً بكل تفاؤل وإيجابية. لقد كان قدر المجلس أن يولد وسط ظروف بالغة الدقة والتعقيد، ولكن حكمة قادته والتفاف شعوبهم من حولهم حصنت مسار السفينة لتمضي بثقة وثبات، للعمل لما فيه الخير والرخاء والنماء والازدهار لأوطانهم، لأنها مسيرة اتسمت بالمسؤولية، والحرص على النأي بشعوب وبلدان المجلس عن العبث والنزيف والاستنزاف المستمر والمتواصل في مناطق عدة غير بعيدة عنا، بفعل دسائس وأفعال تجار الشعارات ودهاقنة التطرف والإرهاب الذين ابتليت بهم هذه المنطقة الحيوية التي تتقاطع فيها مصالح العالم بأسره، وهي في غنى عن مزيدات المزايدين، وحروبهم العبثية التي الهوا بها شعوبهم. شعوبنا الخليجية تنتظر من كل قمة خليجية تُعقد جديداً يضاف لصرح المجلس الشامخ، ويعزز من مسيرة العمل الخليجي المشترك، والتي قد يرأها البعض بطيئة الإيقاع، قياساً بالتطلعات المتلاحقة لمواطني بلدان المجلس. ولكنها تظل مسيرة الواثق المطمئن للمستقبل بفضل من الله وحكمة قادته الذين وظفوا كل الموارد لأجل رخائه وازدهاره. «قمة المنامة» رسالة تتجدد بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية بنيان قوي موحد، ينطلق من قناعة راسخة لدى قادته وشعوبهم بأن «خليجنا واحد.. ومصيرنا واحد»، قناعة تتحطم عند أسوارها المحاولات المستمرة لمن يعادينا لشق الصف أو محاولة الوصول إلى موطئ قدم له في أي من بلدان المجلس. «قمة المنامة» رسالة لمدى قوة دول المجلس التي برهنت في مواقف الشرف والكرامة بأن أمنها واستقرارها غير قابل للعبث أو المساومة، وهو ما تأكد في عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، لنصرة أهلنا في اليمن ودعم الشرعية. رسائل نتمنى أن يستوعبها الضالون في عالم اليوم، وفي مقدمتهم الجار القابع على الطرف الآخر من الخليج العربي.