توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله ورعاه باعتماد 11,01 مليار درهم كحزمة مساعدات للشقيقة الكبرى مصر، لمساعدتها وعونها على تجاوز الظرف الذي يمر به الأشقاء، تجسد العلاقة الأخوية العميقة والمتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين، كما تؤكد هذه اللفتة الكريمة من صاحب الأيادي البيضاء، في ذات الوقت حرص دولة الإمارات العربية المتحدة، وقيادتها الرشيدة، على مساعدة الأشقاء في مصر، ومد يد العون لهم لتجاوز محنتهم الراهنة التي يعيشونها، ولتبدأ أم الدنيا مرحلة الانطلاق، والبناء، وتوفير فرص عمل ومساكن للشباب، لتستعيد مصر مكانتها وموقعها بأسرع وقت ممكن، ولتحافظ على إنجازاتها، وتصون مكاسبها التي تحققت، وتعزز مكانتها ودورها الريادي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إن حزمة المساعدات التي أمر بها رئيس الدولة تؤكد وبشكل واضح وجلي، أن الإمارات تقف دائماً وأبداً، حكومة وشعباً مع الأشقاء في مصر، ومع الشعب المصري، وأن مواقفها الثابتة المنطلقة من عروبتها وأصالتها راسخة، لم ولن تغيرها الأيام والسنين، تجاه هذا البلد الذي يشكل قلب الأمة وعمقها الاستراتيجي، وقد أعرب رئيس الدولة خلال لقائه أمس الأول رئيس الوزراء المصري في العين عن تمنياته بأن تتخطى مصر هذه المرحلة الحرجة من تاريخها السياسي، لتعود الى وضعها الطبيعي بين سائر دول المنطقة والعالم، وأن الإمارات تساند في هذه المرحلة الشقيقة مصر بما يصون لها مكاسبها وإنجازاتها وتطلعها نحو مستقبل أفضل.
وقد عبرت حزمة المساعدات التي وجه بها خليفة الخير بجلاء ووضوح عن هذا الموقف الراسخ والمشرف، الذي ترجم إلى أفعال، وسوف يكون له ثماره الطيبة على أرض مصر المحروسة، من خلال إنشاء صندوق خليفة للمشاريع المتوسطة والصغيرة بقيمة 5,5 مليار درهم لتوفير فرص عمل للشباب المصري، وفتح أبواب الإنتاج بالإضافة إلى 2,75 مليار درهم لإنشاء مشاريع إسكان للشباب المصري، ومشاريع بنية تحتية، و2,75 مليار درهم أخرى قروض ميسرة لمشاريع تنموية مختلفة.
إن دولة الإمارات لم تتوان في دعم الأشقاء في مصر، ولها مواقف مشرفة سطرها التاريخ بأحرف من نور، بدأها المغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد في حرب أكتوبر عام 1973 عندما أطلق عبارته الشهيرة “إن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي”، وأوقفت الإمارات ضخ النفط عن الدول المساندة لإسرائيل، بالإضافة الى مئات بل ألوف المشاريع التنموية التي أطلقها الوالد زايد، لدعم الشعب المصري، والمدن والمرافق التي تحمل اسمه شاهد على ذلك، وعلى نهجه سار خير خلف لخير سلف، الشيخ خليفة الذي واصل العطاء بغدق، وظلت يد الإمارات بقيادته الرشيدة ممدودة بسخاء الى مصر وشعبها، انطلاقاً من التزام الدولة وحرصها على دعم ومساندة والوقوف الى جانب الأشقاء أينما كانوا من الخليج الى المحيط.


m.eisa@alittihad.ae