هناك دعارة مشرعنة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ولا يمكن وصفها بغير ذلك، كزواج المسيار، والمصياف، والمسفار، وزواج - فرند، والزواج العرفي، وزواج المتعة، وغيرها من المسميات النجسة والتي يباركونها بنصوص وفتاوى، ويقحمون فيها الرب والنبي، ولو طلبت من هؤلاء المشرعنين أن يسنّوا هذه السُنة على بناتهم وأخواتهم، لخرجوا من الدين والملة إن كانت فيهم نخوة وعزة، وان رضي الواحد منهم أن يعطيك ابنته بطريقة الدلال والسمسار، فلا لقب ينطبق عليه إلا قول الرسول الكريم “الديوث”! وبجولة سريعة على الإعلانات الدعارية، يمكن للعاقل أن يميز، وللشريف أن يغضب، إعلان يحض الناس على زواج المسيار، والذي يعرفه بأن تمر على الزوجة عندما تريد ووقت ما تشاء، وهي لا تعارض في ذلك، ويطلب منك إن كنت متعباً في حياتك العائلية، وزوجتك منكدة عليك عيشتك، أن تتصل به على الهواتف التالية: خمسة خطوط وإذا كانت الخطوط مشغولة يمكن الاتصال به فيما بعد، وموظفوه جاهزون لاستقبال الطلبات، ورضاء الجمهور هدفه، ويمكن الاتصال به على شبكة الإنترنت، فشعاره شعار الخدمة السريعة والنظيفة والذي عادة ما تستخدمه المطاعم الكبيرة في تلبية رغبات زبائنها بتوصيل الطلبات إلى المنازل مجاناً! علماً بأنه يتقاضى المبالغ الرمزية التالية فقط، حسب حالة الزوجة: البكر بـ1000 دولار، والثيب بـ 500 دولار، والتي عندها عيال 300 دولار، و”الولايتيه” البكر بـ 2000 دولار، والنقلية البكر بـ 800 دولار، والحرمة “الكرمبع” على البيعة! زواج جديد ظهر في الأوساط العربية والإسلامية أسموه زواج المصياف نتيجة الحر الزائد وذهاب بني يعرب في رحلة الصيف، وهجرتهم نحو أوطانهم الأصلية أو شمالاً باتجاه أوروبا أو جنوباً باتجاه دول آسيا! الخليجيون دائماً ضحايا مكاتب زواج المسيار في إندونيسيا والهند والدول الفقيرة، والتي توفر شابات صغيرات عذراوات لمن يرغب في المتعة الحلال، وفق الكاتلوج، مع طمأنته بأنهن أخذن حقناً تمنع الحمل 6 شهور! الزواج السياحي في اليمن، وهو زواج مشاع منذ زمن في اليمن وازدهر أخيراً خاصة في المدن السياحية مثل إب وما حولها من القرى، حيث يصل إلى اليمن الآلاف من السياح العرب والمغتربين وقت الصيف وفي فترة بقائهم يتزوجون نساء يمنيات بشكل شرعي، ولكن بعد مضي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، يغادر الزوج البلد ويطلق زوجته، ويتركها في وجه أهلها! دعارة المتعة والعرفي، الكل يبيحها وفق معتقده ومذهبه، وكأن المجتمع العربي والإسلامي لا تنقصه مشكلات غير مشكلات الزواج.. لا تعليق على الدعارة المحجبة والمشرعنة في وطننا العربي والإسلامي المنكوب بأهله وجهلهم! ناصر الظاهري | amood8@yahoo.com