في كل مرة يرقى فيها شهيداً أحد أفراد قواتنا المسلحة، لينضم إلى كوكبة شهداء الوطن والواجب، تتجدد صور ومظاهر التلاحم الوطني ومعالم ومعاني الفخر والاعتزاز بتضحيات شهدائنا الأبرار. أمس الأول، كانت منطقة شعم برأس الخيمة على موعد مع مشهد مهيب جليل وصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة يتقدم جموع المشيعين للشهيد البطل عبدالله جمعة حسن الشامسي الذي ارتقى شهيداً، وهو يدافع عن الحق ورفع الظلم عن أهلنا في اليمن مع إخوانه من أبطال قواتنا المسلحة والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة. جموع من البشر حرصت على المشاركة والتشييع، لتجسد كل معاني وصور التلاحم الوطني والالتفاف حول القيادة، وقرارها التاريخي بالمشاركة في عمليتي«عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، صوناً لأمن واستقرار الوطن وبلداننا الخليجية، ودعماً للشرعية في اليمن الشقيق أمام التمدد الإيراني وأدواته من عصابات الحوثيين وشراذم قوات المخلوع علي غير الصالح. مشاهد ولقطات مهيبة حملت عهداً يتجدد من أبناء الإمارات بأن يظلوا أوفياء لقيادة وراية هذا الوطن، متآزرين مع إخوانهم أبطال القوات المسلحة، وهم يسجلون أنصع سطور التضحيات والخلود في كتب التاريخ والمجد والبطولات، انتصاراً للحق، لتظل راية إمارات المحبة والعطاء تخفق عالياً أينما نادي الواجب الوطني، وللذود عن أمن واستقرار الوطن وحياضه ومحيطنا الخليجي والعربي والإنساني. هكذا أراد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للإمارات وقواتها المسلحة أن تكون دوماً سنداً للشقيق وعوناً للصديق. من هذه العقيدة والقناعة، كان للإمارات وجيشها إسهامات مضيئة في مواقف الرجال والأبطال بمناطق شتى، إحقاقاً للحق، ودفع الظلم عن المظلوم، والاعتناء بالإنسان في وجه أعداء الحياة الذين يريدون إعادة عجلة التاريخ للوراء، وإدخال البشرية في متاهات الظلام والشر بنشر الفتن الطائفية والمذهبية، والقتل على الهوية وترويع الآمنين، والتوسع في الخراب والدمار، حيثما كانوا. وبين تلك الحشود التي شهدت التشييع وتدفقت على خيمة العزاء، كان الإصرار واضحاً بأن تضحيات شهدائنا لن تذهب هدراً، وأن النصر آتٍ بعزيمة أبطال القوات المسلحة وإخوانهم في التحالف، لضمان الأمن والاستقرار لحاضرنا ومستقبلنا. المجد والخلود لشهداء الوطن، وها هي بشائر النصر تلوح عند الأفق، ولله الحمد في موطن العرب الأول.