يشهد مونديال «روسيا 2018»، مشاركة قياسية عربية، لم يسبق لها مثيل منذ انطلاق البطولة عام 1930، بتأهل منتخبات مصر وتونس والمغرب من أفريقيا، والمنتخب السعودي من آسيا. كما أن الفرصة متاحة لمشاركة عربية قياسية أيضاً في مونديال الأندية «أبوظبي 2017»، ولو تأهل الهلال السعودي، فإنه سينضم إلى الوداد البيضاوي بطل أفريقيا، والجزيرة الإماراتي ممثل الدولة المنظمة، ولو حدث ذلك فإنها ستكون المرة الأولى أيضاً التي تشارك فيها ثلاثة فرق عربية في البطولة، لتصبح 2017 سنة عربية بامتياز. ولا شك أن نجاح الكرة العربية سيبقى لحظة لا تنسى في تاريخ المونديال، فالمنتخب المصري يعود بعد 28 عاماً من الغياب، والمنتخبان السعودي والتونسي يتأهلان بعد غياب عن مونديالي 2010 و2014، والمنتخب المغربي يتأهل بعد انتظار 20 عاماً، على آخر مشاركة له في المحفل العالمي. وشخصياً أرى أن تأهل المنتخب المغربي له طعم خاص، حيث إنه الفريق العربي الوحيد الذي كسب بطاقة التأهل خارج ملعبه، وهزم الفيل الإيفواري بهدفين نظيفين، رغم أن التعادل كان يكفي لاستعادة الحلم المونديالي. ونجح «أسود الأطلس» في إرباك خطط الفريق الإيفواري الذي بدا لاحول له ولا قوة أمام فريق منظم للغاية، بفضل كفاءة «الساحر الفرنسي» هيرفي رينارد الذي أصبح ظاهرة في الكرة الأفريقية، فهو صائد البطولات بلا منازع، ويكفيه قيادة فريق ليوبارد الكونغولي للفوز بلقب الكونفدرالية الأفريقية عام 2012، ثم قاد منتخب زامبيا للفوز بلقب أمم أفريقيا 2012، وقاد منتخب كوت ديفوار للقب أمم أفريقيا 2015، ثم ها هو يقود منتخب المغرب إلى نهائيات مونديال روسيا، كما نجح بيرنارد في تقديم منتخب يملك دفاعاً حديدياً، بدليل أن «الأسود» أنهى مهمته في الأدوار الحاسمة دون أن يمنى مرماه بهدف واحد! أما الإنجاز التونسي بالتأهل للمرة الخامسة فيستحق لقب «صنع في تونس»، حيث إن «نسور قرطاج» هو الفريق العربي الوحيد الذي تأهل بقيادة وطنية. ××× من حق المغاربة أن يتفاءلوا بيوم السبت وبالحكم الجامبي بكاري جاساما، حيث فاز الوداد باللقب الأفريقي يوم السبت 4 نوفمبر في مباراة قادها جاساما، وبعد أسبوع واحد تأهل منتخب المغرب إلى نهائيات المونديال يوم السبت 11 نوفمبر في مباراة قادها جاساما أيضاً.