حبا الله الإمارات قيادتها وشعبها حب الخير منذ الأزل ونما هذا الحب واتسع ليشمل البعيد والقريب في الشدة والرخاء حتى عرفت وصنفت بالسباقة والرائدة على مستوى العالم. وقد أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، حملة كسوة المليون طفل في العالم مساهمة من دولة الإمارات وشعبها السباق لعمل الخير في هذا الشهر الفضيل أسوة بحملات ومبادرات سابقة أطلقها سموه كحملة النور لمكافحة ومعالجة العمى في الدول التي تحتاج إلى وقفتنا معها، لا منة وإنما التزام ديني وأخلاقي تجاه المجتمع الدولي. ولأن الفئة المستهدفة من مبادرات وحملات سموه تشمل الشباب أيضاً إلا أننا لم نجد تحركاً من قطاع الشباب في أنديتنا واتحاداتنا لدعم المبادرة كل من موقعه، وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد رغم أن الأندية تمثل ميداناً لتلاقيهم وتحركها في هذا الجانب سيكون له دور إيجابي تجاه المبادرة. فهناك الكثير من الأنشطة الرمضانية تقام في مختلف الأندية على امتداد الوطن فلماذا لا يتحرك شبابنا لدعم الحملة عرفاناً لنداء الوطن وقيادته في دعم كل عمل خيري وإنساني يعزز مكانة دولتنا في العالم ويضعنا في مركز الريادة دائماً كما دفعنا إليها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي تملأ مبادراته العالم بوقفته مع الأشقاء والأصدقاء في كل أزماتهم من الكوارث الطبيعية والنزاعات ويحلق به عالياً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، الذي نهل من مدرسة زايد حب الخير ومن مواقف خليفة السير على النهج ذاته. تمنينا مساهمة أنديتنا لدعم الحملة، فالعمل الخيرى ليس مقصوراً على الحكومة ورجال الأعمال والمؤسسات، وإنما مسؤولية الجميع أفراداً مواطنين ومقيمين، وعلى الجميع أن يضطلع بدوره في هذا المجال ويساهم فيه بقدر استطاعته. ولأننا في الشهر الفضيل ويتسابق فيه الناس إلى عمل الخير، فحري بأنديتنا أن تسهم، ولو بالقدر اليسير في دعم هذه الحملة التي ستحقق النجاح حتماً، لأن من يقف وراءها لا يعرف اليأس أو الفشل، وعلى شبابنا تقع مسؤولية المساهمة في نجاحها لتصل درجة الرضا عند صاحب الحملة عالية، وليطمئن بأن غرس الوطن وحب الخير متأصل في شبابه. مبادرة إنسانية تستحق من الجميع وقفة مشرفة، لا لحاجة الحملة إلى من يدعمها، فحكومتنا الرشيدة لا تنتظر وقفة الآخرين؛ لأنها قادرة على توفير كسوة المليون، بل الملايين، وإنما ليشعر أبناؤنا بأن مسؤولياتهم تحتم عليهم الوقفة والتفاعل مع كل المبادرات الخيرة التي يطلقها ولاة الأمر وتجد استجابة وقبولاً من شباب الإمارات الذين اعتادوا على عمل الخير، باعتباره واجبا دينيا وأخلاقيا زرعه فيهم مؤسس الدولة، وواصل المسيرة على خطاه خليفة ومحمد وكل الحكام ورجالات الدولة الخيرين السباقين إلى كل الأعمال الخيرية والإنسانية. فشبابنا مطالب اليوم بتلبية النداء ودعم الحملة، فالاحتراف لا يلغي أدوار الأندية الإنسانية والمجتمعية في هذا المجال، وقديماً كانت المبادرات تنطلق منها، فأين دورها الآن؟. Abdulla.binhussain@wafi.com