افتتح معرض الشارقة للكتاب في دورته الـ 37 كحفلة عرس باهرة الروعة والجمال، تباركت بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وأضاءت كلمته التي ألقاها في حفلة التكريم بالمبدعين والضيوف، بعمق معانيها ودلالاتها الشاعرية المستنيرة كل الطرق التي تفتح للإنسان في كل زمان ومكان، سبل التطور والارتقاء، بهذا المفتاح السحري الذي طور مسيرة البشرية من بدائيتها إلى هذا التطور الحضاري حاضراً ومستقبلًا. ومما جاء في كلمته الشاعرية المضيئة: «نحن في الشارقة نقرأ، ونريد المجتمع القارئ. وندعو إلى تعميق القراءة بين فلذات الأكباد. بل وإلى توفير الكتب المناسبة للرجال والشباب والنساء. كتب للجميع لهم فيها منافع. وبهذا الفهم تكون واحات الكتب، واحات نور لا بدّ من تنميتها وتطويرها ومجالاتها ومساحاتها...».
وبترحيبه بضيوف اليابان وكل ضيوف المعرض وتكريمهم بيده الكريمة المعطاءة التي تفيض بالخير والمحبة والسلام وتتوج جوهرة الشارقة بتاج المحبة والتقدير. أضاء سموه كل الطرقات التي أغلقها الجهل والضلالة، لتحتوي شعب الإمارات في ارتقائه الدائم وشعوب الأرض شرقاً وغرباً. فالكتاب والقراءة منذ طفولة الإنسان وحتى كهولته، ليست ضرورة فقط بل هي مفتاح تطور العقل البشري وانفتاحه على الإبداع والابتكار واكتشاف ظواهر الطبيعة وتحضر الشخصية الإنسانية، وتطوير وسائل عيشها وبيئتها الطبيعية التي باتت تعصف بها عوامل المناخ المتغير دوما. إن ما يحتويه معرض الكتاب من كتب تنوعت في كل مجالات المعرفة الإبداعية والفنية والعلمية بتنوع فروعها واختصاصاتها وتعدد لغاتها التي تتيح لكل أجناس الشعوب التي تعيش على هذه الأرض المباركة، نساء ورجالا شباباً وشيوخاً وأطفالا، متعة التجول والانتقاء بما يفيد الدارسين في المدارس والجامعات، وما يثري الشاعر في لغته ومضامينه ودلالاتها. والفنان بما يفتح له الكتاب معرفة تاريخ الفنون وتطوراتها في كل مجالات الإبداع الفني. وما يفتح شهية المثقف لمزيد من الشغف بالثقافة المعرفة.
لكن.. ما يدهش الزائر للمعرض ليس عدد الكتب التي تبلغ 20 مليون كتاب، و106 ملايين عنوان، بل بتنوع الفعاليات الثقافية التي يصعب حصرها، والتي يحتويها فهرس كراس الفعاليات، كبرنامج اليابان- ضيف الشرف، وفعاليات المسرح، وفعاليات الطفل، وركن الطهي، والبرامج الثقافية - قراءات شعرية وندوات ثقافية وقصصية - وغيرها.. وغيرها مما يجعل معرض الكتاب مجموعة من المدارس والجامعات المتنوعة في اختصاصاتها.
ولأنني لا أستطيع أن أزور المعرض يومياً فقد تمنيت أن أسكن في أحد أجنحته كي لا تفوتني أية معرفة يحتويها!!