يوم الثلاثاء الماضي عاش الوسط الكروي الإماراتي، على وقع القرار الرئاسي، بإلغاء تشفير دوري الخليج العربي، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، بمكرمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» في بادرة من سموه لدعم القطاع الرياضي، ولفتح المجال أمام الجمهور لمشاهدة المباريات مجاناً.
بادرة قوبلت بالعرفان والشكر والتقدير من قبل المواطنين والمحبين والمتابعين للكرة الإماراتية، وتبقى عدة أسئلة تحتاج إلى إجابات طالما عدنا لموضوع التشفير حتى من باب الإلغاء.
شخصياً لا أعتقد أن التشفير كان هدفه مادياً، لأن المبالغ التي يدفعها الناقلان تذهب من جديد إلى الأندية التي تصرف عليها الدولة، وبالتالي فإن دورة المال هي من الدولة أو مؤسساتها وإلى الدولة ومؤسساتها.
وربما يكون من أهداف التشفير هو دفع الناس للذهاب إلى المباريات، لأن الحضور الشخصي في الملاعب ليس ثقافة رائجة هنا، ربما بسبب الطقس أو بسبب انشغال الغالبية بأمور أخرى، إذ حضر مباراة القمة على صدارة الدوري بين الشارقة والعين 8 آلاف شخص، وهو رقم ضئيل بمقاييس كرة القدم، وبالمعايير السكانية في الإمارات، وأحياناً نشاهد مباريات في الدوري لا يحضرها سوى عوائل اللاعبين، ما يعني أن التشفير لم يكن أساساً حلاً لهذه المشكلة، ويجب إيجاد آليات تجعل من الذهاب للملعب طقساً ترفيهياً وحتى عائلياً، كما صرنا نشاهد في مباريات كرة القدم السعودية مثلاً.
ولا أعتقد أن التشفير كان عبئاً مالياً على المواطن الذي يعتبر من الأعلى دخلاً في العالم، وهو يدفع أساساً لمتابعة مباريات عالمية، ولكنه كان طريقة لإيصال فكرة كانت ضرورية في وقتها.
بعيداً عن التشفير تبقى الكرة الإماراتية ممتعة لو حضر الجمهور مبارياتها، لأنه من الصعب أن يعطي اللاعب مئة بالمئة أو 75% بالمئة من مهارته وجهده وقتاليته أمام مدرجات شبه خالية، أو بأعداد متفرجين ضئيلة خاصة اللاعبين الذين جاؤوا من دول أو دوريات تحضر عشرات الآلاف مبارياتها، ولا أعتقد أن الأمر صعب التحقيق، طالما كانت الملاعب حديثة التجهيز وفيها كل وسائل الراحة، بحيث يكون الذهاب للملعب شبيهاً بنزهة، أو حتى فرصة للتسوق أو الذهاب لمطعم مفضل، وهي كلها أمور نجدها في ملاعب ريال مدريد وتشيلسي ومان يونايتد التي نقصدها من دولة إلى دولة، ليس لحضور المباراة فقط، بل يكون الذهاب للملعب أشبه بطقس سياحي عائلي تذكاري نفاخر به أمام الآخرين.
لماذا لا نجعله كذلك هنا ؟