في أيام مضت كانت الفرق تتكون من لاعبين ترعرعوا بين جدران الأندية من نعومة أظفارهم، وكان الولاء والانتماء بمثابة عقد موقع بين الطرفين، لم يقل أحد ما تلك الأيام إن النادي يحتكر اللاعبين، وكان انتقال أي لاعب هو حديث الناس، واليوم تغيرت تلك الأشياء، فقد انقرضت صنعة البناء وندرت عملة الولاء وغابت معاني الانتماء، وبدرهمك المنقوش تستطيع شراء ما تشاء من الأسماء، فقد احترفنا والاحتراف منا براء، والانتماء لا قيمة له اليوم فقد أصبح مصطلحاً بالياً ومجرد هراء. في أيام مضت، كانت بطولة الدوري بلا راعٍ، وفي يوم من الأيام أطلقوا على دورينا لقب دوري المليون، وذلك لأن الشركة التي تولت رعاية المسابقة لم تدفع سوى مليون درهم مقابل حقوق الرعاية وحقوق التسمية، ومع ذلك كانت الرعاية تاريخية، واليوم أصبح المليون مبلغاً تافهاً وحقوق رعاية المسابقة تقدر بعشرات الملايين. وفي أيام مضت، كان انتقال عبدالرزاق إبراهيم من الأهلي إلى الوحدة هو الحدث المهم، وكان المبلغ الذي دفعه الوحدة يصل إلى ستة ملايين درهم، كان في تلك الأيام أغلى لاعب عربي لم لا؟ وهو تحفة الخليج، واليوم لا تتوانى إدارة أي ناد في دفع أضعاف أضعاف ذلك المبلغ من أجل التعاقد مع اللاعب العظيم الذي لا يجيد في كرة القدم أكثر من الاستلام والتسليم، ولا تعادل موهبته مهما بلغت تمريرة سحرية تخرج من قدم عبدالرزاق إبراهيم. في أيام مضت، كانت ميزانية أي ناد يطمح إلى المنافسة على البطولات لا تتجاوز 10 ملايين درهم، وفي أندية أخرى كانت الميزانية تقل كثيراً عن هذا الرقم، واليوم فالنادي الذي يطمح إلى المنافسة بحاجة إلى ما لا يقل عن مئتي مليون درهم، ليحصل على مكافأته من لجنة المحترفين وتصل إلى قرابة عشرة ملايين. في أيام مضت، وصلنا إلى كأس العالم ونافسنا على بطولات الخليج وآسيا، والأهم من ذلك كان لدينا منتخب مهاب حتى لو لم يفز بالألقاب، ويكفي أن الجميع كانوا يعملون لنا حسابا، كان لدينا لاعبون وكان لدينا نجوم وكانت لدينا أسماء تثير الفزع وكان اسم منتخب الإمارات كافياً ليصاب الآخرون بالهلع، واليوم لم يعد لدينا منتخب ولم يعد لدينا نجم، اليوم لم يتبق لنا من كرة القدم سوى الاسم. مسك الختام: عندما نقارن بين الأمس واليوم يجب علينا الاعتراف، بأننا كنا في الأمس نتربع على قمة الهواية واليوم نراوح في قاع الاحتراف. Rashed.alzaabi@admedia.ae