قبل أيام جرى تداول مقطع مصور للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، يروي في مجلس تصرفاً أصيلاً لشبل من أشبال الوطن، مؤكداً سموه أن البيت الطيب لا يُنبت إلا طيباً. بما يبرز دور الأسرة في التنشئة الصالحة للأبناء وسط التحديات الجمة للعصر الذي نعيش. ورغم اجتياح التقنيات الحديثة وسيطرة وسائط التواصل الاجتماعي على عقول وسلوكيات شرائح واسعة من أجيال اليوم، إلا أن استثمار الإمارات الواسع في «السنع» لم يذهب سدى، والدليل أمثال الطفل علي الشامسي الذي قدم تصرفاً كبيراً ينبئ عن إصرار شباب الإمارات على التمسك بالقيم والعادات الأصيلة لهذا المجتمع الأصيل، وحرصه على ذلك باعتباره من أنصع وأبلغ صور الهوية الوطنية التي طالما حذر بعض المتشائمين من اندثارها وسط لجج الرياح العاتية للعولمة والثقافات المتعددة في الإمارات التي نجحت في توظيف هذا التعدد والتنوع الثقافي لصالح تمتين النسيج الداخلي، وتحصينه بالمبادرات المتلاحقة لصون التراث ومختلف أشكال وأوعية الهوية الوطنية. جاء حرص سمو الشيخ سيف بن زايد على إبراز تصرف «أخو شما» رغم صغر سنه تعبيراً عن اعتزاز وتشجيع قيادتنا الرشيدة للجميع بضرورة التمسك والحفاظ على ما يميزنا من سلوكيات حميدة أصيلة، هي سمة إماراتية بامتياز، مهما تبدلت الأزمنة والأحوال. ويوم أمس الأول، كنا مع موقف ساطع من مواقف الحفاظ على الموروث الإماراتي تمثل بنجاح دولة الإمارات في تسجيل فن «العازي» ضمن التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم «يونسكو» خلال اجتماع اللجنة المختصة في جزيرة جوجو الكورية الجنوبية. نجاح يضاف لسلسلة نجاحات الدبلوماسية الإماراتية والجهود المبذولة في هذا الاتجاه، والنجاح الثامن من نوعه بعد تسجيل فنون تراثية إماراتية عدة، عبرت في المقام الأول عن حرص بالغ من دولة عصرية بلغت من التطور أنها تعد لإرسال رواد من أبنائها لاستكشاف الفضاء وإطلاق مسبار «الأمل» باتجاه المريخ، ومع هذا تولي عناية خاصة وغير مسبوقة بقضايا التراث والعادات والتقاليد. دولة تواكب العصر من دون انسلاخ عن هويتها وتراثها وموروثها الثري الأصيل، تمضي على نهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأن «من لا ماضي له لا حاضر أو مستقبل له» و.. «صبيان يا كبار الشيم».