لا توجد لحظة في كرة القدم أصعب من تلك التي حدثت للبرازيلي كايو لاعب الوصل في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع لمباراة فريقه أمام الوحدة، عندما تصدى لتنفيذ ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم، وفي ثوانٍ حبست أنفاس دورينا، تألق محمد الشامسي حارس الوحدة وأبرز اكتشافات دورينا هذا الموسم وتصدى لركلة الجزاء ببراعة، ليحافظ لفريقه على النقاط الثلاث كاملة، بينما أضاع كايو على الوصل نقطة التعادل. البرازيلي كايو هو اللاعب الذي لا تختلف عليه جماهير الوصل، وكان سبباً في الكثير من الانتصارات التي حققتها فرقة الفهود، وآخرها مباراة الفريق الماضية أمام الشارقة عندما نجح في تسجيل هدفين بآخر 10 دقائق ليحول تأخر فريقه إلى فوز و3 نقاط في رصيده في سباق المنافسة على لقب دوري المحترفين. ركلة الجزاء هذه بالتحديد والسيناريو الذي احتسبت من خلاله، وظروف المباراة وتقلباتها وهوية الفريق المنافس ووضعية الوصل في جدول الترتيب، حيث لكل نقطة قيمتها وأهميتها، كلها أسباب قد تجعل جماهير الوصل تصب جام غضبها على اللاعب، ولكن هذا لم يحدث، بل على العكس كانت ردود الأفعال من قبل الجماهير معظمها تدعم اللاعب وتسانده في أصعب أيامه، بينما كان الغضب منصباً على أخطاء بقية اللاعبين الفردية والتي أدت إلى خسارة المباراة. وبالأمس نشر اللاعب البرازيلي كايو وعبر حسابه في «إنستغرام» رسالة موجهة إلى جماهير الوصل، مقدما اعتذاره للجميع على إضاعته للركلة، ومطالباً إياهم بعدم الاستسلام، وعدم التخلي عن الفريق، وطالبهم أن يغضبوا عليه وليس على زملائه، مبدياً أسفه على خيبة الأمل التي تسبب بها، متعهداً لهم في نفس الوقت على القتال حتى آخر ثانية بالموسم، ومساندة زملائه في كل مباراة والعودة بشكل أقوى. رسالة كايو لم تكن إلى جماهير الوصل ولكنها درس لكل الرياضيين في دولة الإمارات، إلى اللاعبين، إلى الإداريين والمسؤولين، لا يوجد أرقى من هذا، الاعتذار هو من شيم الكبار، وهو حق أصيل للجماهير والفريق والشعار، وهو درس في القدرة على تحمل المسؤولية، وفي احترام مشاعر هذا الجمهور، وتقدير جهودهم والعناء الذي تكبدوه حتى يقفوا خلف الفريق، لم يطالبه أحد بالاعتذار، ولكنه شاهد حسرة الكبار، وأرهقته دموع الصغار، فتصرف بعفوية وأراد أن يكون مثالاً يحتذى به، لهذا اللاعب الذي لطالما كانت أفعاله تسبق أقواله، شكراً كايو لقد وصلت الرسالة.