لم يترك مرشحو المجلس الوطني في الدورة الحالية من الوعود والشعارات الرنانة إلا وأعلنوا عنها، ضمن برامجهم الانتخابية في جميع إمارات الدولة، فالبعض اتخذ من «السكن» شعاراً له وذريعة لإقناع الناخبين بالتصويت له، إلى أن وصل به الأمر ليرفع شعار «بيت لكل مواطن» ولا أدري هل صاحبنا الذي لعب على هذا الوتر يعرف إلى أين وصل عدد المواطنين الذين يمتلكون بيوتا وفللا خاصة؟ وكم عدد المتبقي منهم الذين ينتظرون الحصول على منح سكنية ؟ في الحقيقة أنه لو كلف نفسه بالبحث قليلاً عن تلك الفئة ممن ينتظرون الحصول على منح سكنية، لغّير من شعاره، وبحث له عن عبارات وشعارات أخرى، تمكنه من الوصول إلى مبتغاه، كما أن جميع المبادرات الحكومية في مجال الإسكان وجميع البرامج الإسكانية كفيلة بسد حاجة المجتمع في هذا الجانب. شعار آخر رفعه أحد المرشحين في إعلاناته الصحفية واللوحات على جانبي الطرقات في منطقته، والذي يقول فيه «صوتكم طريقكم لتسديد الديون عن المواطنين»، وفي الواقع قد يكون الشعار مؤثراً بعض الشيء للذين لم يطلعوا على مهام ودور أعضاء المجلس الوطني، وقد ينسحبوا تجاهه لعله يستطيع أن يسد ديونهم، ولا أدري أن كان صاحبنا يمتلك ما يساعده لسداد جميع ديون المواطنين العاجلة منها والآجلة.وشعارات أخرى رفعت لمجرد إحساسهم بأنها «قضية» تؤرق الناخبين أو المجتمع وتساهم في لفت انتباه الشارع نحو ذلك المرشح أو تلك المرشحة، حيث يقول أحدهم في شعاره «وظيفة لكل مواطن»، وأتصور أن ذلك حق مكتسب يكفله الدستور، وحينما سألناه عن الإحصائات المرصودة بأعداد المواطنين العاطلين عن العمل كانت الإجابة «بصراحة لا تحضرني إحصائات عن عدد الباحثين عن العمل»، وكان الأولى له أن يبحث في ذلك الموضوع ويضع الدراسات اللازمة لها قبل إدراجها في برنامجه الانتخابي دون معرفته بحيثيات الموضوع وتفاصيله. قد يكون بعض المرشحين غير مدرك لدور والمهام التي يقوم بها أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وغير مُلم بما عليه، وما يستطيع أن يقدمه من مبادرات وأفكار ومشاريع تخدم المجتمع بواقعية وبمنطقية أكثر من الشعارات التهويلية والمبالغ فيها.وما جعلنا نشعر بصدقية أكثر في تجربتنا البرلمانية هي تلك المخالفات التي كانت تقف بالمرصاد لكل من يبالغ في شعاراته وعباراته، ولكل من يستغفل الناس ويعدهم بما لا يملك، وإلزامهم بتغيير إعلاناتهم وتصحيح عباراتهم اللامنطقية. ومن قراءاتي لمعظم البرامج الانتخابية التي تناولتها الصحف اليومية لم أجد أن أحدهم قدم آليات التنفيذ، أو دراسة فعلية تقف على أسباب المشكلة والطرق الصحيحة لحلها، أو مشروعا خدميا يقدم الجديد للمجتمع، أو فكرة رائعة تكون العلامة الفارقة في إنجازاتنا. halkaabi@alittihad.ae